تشرع قاعات السينما التونسية بداية من شهر أبريل المقبل في أولى العروض لشريط " شلاّط تونس " للمخرجة الشابة كوثر بن هنية في أول شريط طويل لها ، بعد تجربة سينمائية انطلقت بشريطين قصيرين برزا سنتي 2006 و 2013 اضافة الى شريط وثائقي .

 

وقالت كوثر بن هنية ، ابنة مدينة سيدي بوزيد والتي تقيم بباريس ان فكرة الفيلم  انطلقت  من حادثة عاشتها شوارع تونس سنة عام 2003 ، وعُرفت يومها باسم «شلاط تونس» و هو شاب مجهول الهوية أُطلق عليه هذا الاسم لتجواله في الشوارع على متن دراجة نارية وجرحه مؤخرات النساء بآلة حادة. وإذا كانت حكاية هذا الشاب مثيرة للاهتمٍام، فإن الأهم يكمن في الإشاعات التي حيكت حولها والخيال الجماعي الجامح الذي أضفى عليها طابعا خرافيا حتى أضحت هذه الشخصية المجهولة جزءاً من الخيال الشعبي المعاصر عندنا.

وتضيف المخرجة "بين زمنين، زمن بن علي وزمن ما بعد الثورة حاولتُ في فيلم «شلاط تونس» إسقاط القناع عن مجتمع لطالما تغنى بحقوق المرأة قبل أن تأتي الثورة لتكشف هشاشته و ذلك من خلال كوميديا سوداء، تُعرّي الواقع بلغة سينمائية تنسف الحدود بين الواقع والخيال".

وتتراوح   حكاية "الشّلاط"   بين الحدث العابر والأسطورة الحَضريّة، والحقيقة والخيال. كذلك كان الشكل الجمالي للفلم مراوحة بين الوثائقي والروائي.

الفلم يعتمد على "كودات" وثائقي التحرّي حيثُ يجمع المُخرج الأدلة لملف التحقيق ليكشف الحقيقة. لكن التحقيق في قضية "الشلاط" أمر ملغم بالأكاذيب. أكاذيب تكشف بدورها حقائق أخرى.  فجاء "شلاّط تونس" في صورة متاهة كبيرة، حيث تواجهنا عند كل مُفترق طرق حكاية جديدة -صحيحة كانت أم خاطئة - تولجنا أكثر صلب واقع معقد. لذلك تعاملت مع قصة الشلاط كأداة درامية لتشريح اجتماعي وسياسي. 

الشريط مدته 90 دقيقة واختارت له كاتبته ومحرجته مجموعة من الممثلين المغمورين في أولى تجاربهم الفنية مثل جلال الدريدي ومفيدة الدريدي ومحمد سليم بوشيحة وناريمان سعيدان .