بينما كانت تتسلل خيوط الشمس مودعة سماء سبها الليبية ليوم الخميس 20 مارس وفي اجواء احتفالية افتقدها ابناء المنطقة لفترة ليست بالقليلة انطلق " مهرجان سبها للفنون والتراث " في موسمه الثالث في المدينة القديمة تحت شعار " تراث الاصالة والإبداع الفني ـ لأجلك يا وطني " مؤذنا ببدئ مواسم الفرح
وقد أعطانا السيد عبد السلام البخاري الحضري عضو منظم للمهرجان وعضو في جمعية ليبيا الأصالة للتراث والفنون عن المدينة نبذة عن المدينة القديمة قائلا بُنيت المدينه القديمه قبل ما يزيد عن ال 500 عام على مساحة بناء تقدر ب 8 هكتار تتكون مما يقارب 250 بيت من الحجر والطين التي ظلت مأهولة بالسكان حتى أواخر القرن الثامن عشر الهجري بناها السيد محمد الحضيري
وأضاف أنه أجريت لها عدة عمليات ترميم ولكن عمليات الترميم كانت متواضعة بدأت من عام 1986 اذا تم صيانة ما تهدم من أبنيتها واعتبرت بمثابة حضارية محمية تابعة لوزارة السياحة و إرث ثقافي ليبي و لا تزال المدينة تحتل قلب المدينة في منطقة الجديد اذ يطوقها البناء الحديث من كل الجهات وقد اقيم بها أول مهرجان سنة 1989 كان يكرر كل ثلاث لأربع سنوات
وأضاف الحضيري قائلا أن دورنا كمؤسسة مجتمع مدني تتلخص في الحفاظ على المدينة من خلال إقامة مثل هذه المحافل والمشاركة في المهرجانات المختلفة على مستوى ليبيا فقد شاركنا بمهرجانات التراث بكل من بنغازي والبيضاء و الخمس وغيرها وها نحن نستعد للمشاركة في وبني وليد وجالو
اشتمل المهرجان في يومه الأول على تلاوة عطرة لآي الذكر الحكيم تلاه كلمة لرئيس اللجنة المنظمة ثم افتتاح المعارض والتي اجريت داخل بيوت و أزقت المدينة القديمة و التي اشتملت على معارض للفنون التشكيلية ومعارض لكل ما يحتويه البيت الليبي القديم من الأثاث والسجاد والحلي والمأكولات والأزياء الشعبية كما قدمت لوحات غنائية قدمتها عدة مؤسسات مجتمع مدني اختتم اليوم الأول للمهرجان بأداء جميل لفرقة الفجر للمألوف و الموشحات
وفي جولة على اراء الحضور
قال السيد مصطفى كنونو رئيس مكتب ديون رئاسة الوزراء بالجنوب الذي : لقد مل المواطنون من الحرب وبدأت مواسم الترفيه فالناس لديها إرادة قوية على الحياة نتمنى من الجميع أن يحذو حذو هذه المهرجانات ويتناسوا الأحقاد وفتح صفحة جديدة .
وقال عبد القادر الحويلي عضو المؤتمر الوطني بسبها فقد قال : من ليس له قديم فلا جديد له نحن اليوم نعود للقديم لنستنبط منه العبر ونبني دولتنا على اسس ديمقراطية طالما حلمنا بها وها نحن مقبلين على الانتخابات البلدية وبناء الدستور نشد على المرأة أن تواصل حثها لنيل حقوقها وأضاف الحويلي نحيّي كل من ساهم في هذا المهرجان ورسم الفرحة في النفوس برغم المحن
اما السيد إبراهيم علي بشير مدير الثقافة ومؤسسات المجتمع المدني بسبها فقد أبدى ارتياحه بقوله تعد هذه المهرجانات بمثابة تفاعل وتواصل ثقافي ليبي حيّ و رسالة لكل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار فالشعب الليبي لا يتبع شخصا ولا نظاما وأضاف بشير أن اللمسة الوطنية بادية من خلال اطلاق كل هذه الطاقات والإبداعات على السطح والتي منعتها الأوضاع السائدة من الظهور لتثبت اللحمة الوطنية بين افراد الشعب الليبي الواحد برغم نسيجه المتنوع
أما علاء الدين الحويك المتحدث الرسمي باسم القوة الثالثة المكلفة بحماية الجنوب والذي قدم التحية لأهل سبها بقوله كل الشكر والعرفان لأهل سبها الذين أحسنوا استقبالنا وأشار الى ان هذه لمحافل بمثابة هي رسالة تبثها سبها للعام أنها قادرة على العطاء والبناء فهي العراقة والأصالة والتراث وحن اذ نعيش معهم اليوم هذه الأجواء المميزه المليئة بالفرح والسرور والسعادة فهم أهلنا نشاركهم أفراحهم وأحزانهم نحيي وقفتهم يد واحده لبناء غد مشرق مليء بالأمل وبشائر الخير
أما منى عبد المؤمن فقد قالت : بما أنني واكبت المهرجان في موسمه للعامين السابقين فقد لاحظت أن المهرجان ناجح بكل المقاييس وذلك من حيث الفقرات والتنوع والحضور
وقال منها صالح احمد نسعد بمثل هذه المهرجانات فالحضور من كل الفئات والقبائل والأحياء ما يسهم في إعادة ترميم ما خلفته الأحداث التي عصفت بالمنطقة
و عبد السلام أقدير فنان تشكيلي ومصمم معارض فقد قال ساهمت بتصميم وترتيب البيوت القديمه التي تبرز الوجه الثقافي والحضاري للمنطقة فالمواطن هنا يجد نفسنه كما يجد فيها متنفس للعائلات التي حرمت من الترفيه لفترة ليست بالقليلة
وقالت آمنة زعيتر فنانة تشكيلية مشاركة وعضو في جمعية ليبيا الأصالة التي قالت نحن نحتفل اليوم بالأم والطفل بطريقة تراثيه فقد شاركنا كجمعية ببعض المقتنيات القديمة والأثاث المنزلي القديم أما انا فقد شاركت بلوحاتي المرسومة بطريقة "حرق الخشب " والتي تعطي صورة للحياة القديمة في سبها حاولت من خلالها أن أسهم في احياء تراثنا بطرية مميزة تحاشيا لاندثاره
أما نفيسة حامد مرشدة في المعرض قالت عرضنا الحلي والزّي القديم والأشغال اليدوية النسويّة وبعض المقتنيات المصنوعة من القش
افتتح المهرجان السيد مصطفى كنونو مدير مكتب ديوان رئاسة الوزراء بحضور كل من عضو المؤتمر الوطني عن الجنوب الدكتور عبد القادر حويلي ومدير الثقافة والمجتمع المدني الأستاذ ابراهيم علي بشير و قائد القوة الثالثة التابعة لوزارة الدفاع وعدد من والمواطنين وأعضاء مؤسسات المجتمع المدني
نشير إلى أن المهرجان الذي يهدف للاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 17 فبراير كما يهدف لتنشيط المؤسسات التعليمة مؤسسات لمجتمع المدني بمجال التراث والفنون و للفت نظر الدولة والمواطن والأعلام الى ضرورة الحفاظ على للمدن لقديمة ومبانيها وأثارها وتراثها الأصيل بالإضافة لتحسن الحالة النفسية للأمهات والأطفال والشباب يستمر المهرجان لمدة ثلاث ايام متتالية
* عن "فسانيا"