بينما هو قابع في سجن خاضع لميلشيا الردع داخل قاعدة معيتيقة ، بالعاصمة الليبية طرابلس ، أعلن في جمهورية كومي ، إحدى جمهوريات روسيا الإتحادية ، عن انتخاب عالم الاجتماع ماكسيم شوغالي عضوا في مجلس الدولة ، بعد أن تم ترشيحه من قبل حزب الوطن ، وهو ما يعني الدفع بقضية نحو مزيد من التعقيد ، ومن إحراج حكومة فائز السراج التي أضحى يوجد في سجون ميلشياتها مسؤول كبير منتخب في بلاده

وتبين من نتائج الانتخابات التي أجريت الأحد الماضي أن شوغالي كان الفائز الوحيد عن حزب الوطن الأم الليبرالي المحافظ( رودينا ) بعضوية مجلس الدولة الذي يضم 30 نائبا

وعلق الناشط في مجال حقوق الإنسان ألكسندر إيونوف على انتخاب شوغالي المحتجز في طرابلس إن هذا سيقرب الإفراج عنه ليعود إلى وطنه.

وأضاف «تم ترشيح شوغالي من قبل حزب رودينا في انتخابات مجلس الدولة. ويعتقد الحزب أن ذلك سيساعد في لفت انتباه الناس للوضع في شمال إفريقيا وتحرير الروس المحتجزين في طرابلس »

وتابع: «من أجل إعادة مواطنينا إلى ديارهم ، فإن أول شيء يجب فعله هو العمل من خلال القنوات الدبلوماسية. ثانيا ، أن نمارس الضغط على سلطات حكومة الوفاق الوطني الليبية ، التي تنتهج الآن سياسة غامضة في طرابلس. نظرا لحقيقة أن موسكو تتواصل مع القائد العام للجيش خليفة حفتر» مرجحا  «  أنهم يحاولون من خلال تحالفهم مع تركيا استخدام مواطنينا كنوع من الرافعة الإرهابية»

ولا يزال عالم الإجتماع الروسيين مكسيم شوغالي  والمترجم من أصل أردني سامر حسن علي قابعين في معسكر للاحتجاز داخل قاعدة بالعاصمة طرابلس يخضع لسيطرة ميلشيا الردع الخاصة التي يتزعمها المتشدد عبد الرؤوف كاره

وكان مسؤولون روس دعوا حكومة الوفاق الى الاسراع بالإفراج للعودة الى بلادهما والى عملهما في مؤسسة حماية القيم الوطنية التابعة للمركز الفيدرالي للعلوم والتكنولوجيا

وتعود بداية الحكاية الى ليلة 16-17 مايو 2019 ، عندما تم اعتقال العالمين الذي تقول موسكو أنهما دخلا أراضي ليبيا بشكل قانوني ، امتثالا لجميع المعايير الدبلوماسية والحدودية والجمركية لإنجاز بحث علمي لمؤسسة حماية القيم الوطنية ، وفي الوقت نفسه ، تمكن العضو الثالث في المجموعة ، ألكساندر بروكوفييف ، بعد الانتهاء من الرحلة ، من مغادرة أراضي ليبيا بحرية.

وتتهم سلطات موسكو حكومة السراج بحرمان عالمي الإجتماع من الحق في الاتصال ، وعدم السماح لهما بمقابلة محامٍ بعد بضعة أشهر من الاعتقال غير القانوني.

وبالمقابل ، تتهم سلطات طرابلس الخبراء الروس بالدخول الى البلاد وعقد لقاءات مع سكان محليين للتأثير على نوايا التصويت في أية انتخابات قادمة لفائدة سيف الاسلام القذافي الذي إجتمعوا به في مكان لم يتم تحديده ، حيت تم نقلهم إليهم وهم مغمضو الأعين

وجمهورية كومي التي إنتخب شوغالي عضوا في مجلسها تقع الى الغرب من جبال الأورال، في الشمال الشرقي من أوروبا الشرقية ،تأسست في العام 1936 وهي ذات استقلال ذاتي في الإتحاد الروسي وتغطى الغابات أكثر من 70 ٪ من مساحتها التي تبلغ  415900 كلم ².

كما تضم عددا من الموارد الطبيعية للجمهورية تشمل الفحم والبترول والغاز الطبيعي والذهب والماس، ويبلغ عدد سكانها حوالي 900 ألف نسمة

والاسبوع الماضي ، انتظمت في مدينة سان بطرسبورج الروسية، بطولة لفنون القتال المتنوع والمعروفة بـ(MMA) لدعم شوغالي، والمطالبة بحريته ، وذلك بمشاركة 20 رياضيا من خمسة دول

وقال المقاتل الأذربيجاني زاور حاجباباييف إن قصة  شوغالي ، المحتجز في ليبيا ، يجب أن تنتهي بشكل جيد ، مردفا : "أعتقد أن كل شيء سينتهي بشكل جيد".

كما تم في 11 سبتمبر الجاري عرض الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي الروائي حول إعتقال شوغالي ومعاناته في سجن معيتيقة ، والذي بات يعتبر منذ عرض جزئه الأول  "أحد أفضل الأفلام الوثائقية في القرن الحادي والعشرين".

وضم هذا الجزء عددا من نجوم هوليود الذين أعربوا عن مساندتهم لشوغالي ورفيقه سامر ومن بينهم  فيني جونز وتشارلي شين ودولف لوندغرين

وكان الجزء الأول قد كشف عن رحلة الخبراء الروس ونشاطهم في ليبيا ولقائهم بسيف الاسلام القذافي ثم عن عملية إعتقال شوغالي وسامر حسن وتعرض لأساليب التعذيب في سجون الميلشيات والى العنف الممارس ضد الموقوفين

ويعتبر الفيلم الأول من نوعه الذي تعرض لواقع الحكم تحت نفوذ الميلشيات في غرب ليبيا ، وصوّر إنتهاكاتها الفظيعة ، كما تعرض لمحاولات المساومة التي إعتمدها الإخوان في مفاوضات مع موسكو حول إطلاق سراج المعتقلين

وتم تصوير الفيلم بالمغرب وشارك فيه عدد من الممثلين الروس والعرب من بينهم عدد من الفنانين التونسيين