يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إرسال مرتزقة للقتال في صفوف قوات الوفاق في العاصمة الليبية طرابلس وهو الأمر الذي أثار موجة من الرفض المحلي على مختلف الصعد كما دفع إلى تحركات دولية لوقف هذا الأمر.. للحديث أكثر عن مرتزقة أردوغان وكيفية دخولهم إلى ليبيا وأعدادهم والجهات التي تمولهم وموقف البرلمان منهم التقينا عضو مجلس النواب سعيد امغيب.


كيف تابعت قيام تركيا بإرسال مرتزقة للقتال في ليبيا؟

تركيا هددت وتوعدت بإرسال قوات لدعم ما وصفتها بالحكومة الشرعية في ليبيا وكنا نعلم أنها لا تستطيع إرسال قوات نظامية إلى طرابلس وإنما تقوم بهذه التهديدات بهدف الضغط على الجيش الليبي لوقف تقدماته صوب العاصمة كما أنها تخيلت أنها من الدول الكبرى التي تستطيع فعل ما تريد دون محاسبة فسعت إلى إرسال رسالة للعالم مفادها أنها تستطيع إطالة أمد الأزمة الليبية لكن فشل قوات الوفاق أمام الجيش وترابط القبائل الليبية جعل تركيا تلجأ لمرتزقة سوريين للقتال في صفوف قوات الوفاق التي بدأت تنسحب من محاور القتال.


كم عدد مرتزقة أردوغان في طرابلس؟ وكيف جرى إرسالهم؟

بحسب المعلومات المتوفرة فإن عددهم لا يتجاوز 3000 مقاتل قامت تركيا بإرسالهم إلى ليبيا بجوازات سفر ليبيا وبطائرات ليبية لكي تقول أنهم مجموعة من الليبيين الذين كانوا يقيمون في تركيا وقرروا العودة لبلادهم.

حسب علمكم ما الأدوار المنوطة بمرتزقة أردوغان في ليبيا؟

طيلة الأشهر التسع الماضية قام الجيش بمحاصرة قوات الوفاق في طرابلس وخاض اشتباكات أدت لاستنزاف قوات الوفاق سواء كانوا قادة ميدانيين أو جنود فلجأ آمر المنطقة العسكرية الغربية في حكومة الوفاق أسامة الجويلي بالاستعانة بالمرتزقة التشاديين وبقايا العناصر التابعة لمجلس شورى درنة وبنغازي لكنهم بدأوا في الانسحاب أمام تقدمات الجيش فاضطرت قوات الوفاق للجوء للمرتزقة السوريين للقتال في صفوفها وإقامة بوابات ونقاط استيقاف في شوارع طرابلس تقوم بإيقاف السيارات وتفتيشها والتحقق من هويات المارة خوفا من حركة شعبية يقوم بها أهالي المدينة ضد التشكيلات المسلحة وحكومة الوفاق.


من الذي يدفع الأموال لهؤلاء المرتزقة؟

الأموال يدفعها مصرف ليبيا المركزي في طرابلس برئاسة الصديق الكبير بناء على تعليمات من رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج من أموال الشعب الليبي وهو ما دفع القبائل الليبية في المنطقة التي تتواجد بها الثروات النفطية إلى إغلاق الموانئ النفطية كي لا تصرف أموال الشعب الليبي على دعم المرتزقة والعناصر المتطرفة كما طالبت القبائل بإقالة الكبير من المصرف المركزي وكذلك مصطفى صنع الله من إدارة المؤسسة الوطنية للنفط.

سمعنا بوجود حالة تذمر بين العناصر الليبية المشاركة في القتال بصفوف قوات الوفاق نظرا لتدني أجورهم مقارنة بمرتزقة أردوغان.. هل من تفاصيل حول هذا الأمر؟

ليس لدي أدلة تثبت ذلك لكن هناك أنباء عن وجود حالة من التذمر بين المقاتلين الليبيين الذين يتقاضون 2000 دينار لأن نظرائهم السوريين يتقاضون 2000 دولار أي أكثر من ثلاثة أضعاف أجور الليبيين.


ما الإجراءات التي اتخذها البرلمان بشأن إرسال مرتزقة للقتال في طرابلس؟

مجلس النواب الليبي ألغى التصديق على الاتفاق السياسي كما أن لجنة الدفاع بالمجلس دعت الجيش لقصف المطارات والموانئ البحرية التي تستخدم في جلب المرتزقة بالإضافة إلى أن رئاسة البرلمان طالبت جميع المنظمات الدولية من أمم متحدة وجامعة عربية واتحاد إفريقي وغيرهم باتخاذ موقف حيال التدخلات التركية في ليبيا.

وأعتقد أن المجتمع الدولي سيحسم هذا الأمر قريبا لأن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة تحدث صراحة عن وجود عناصر سورية تقاتل في ليبيا.