أعلنت الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات في تونس, اليوم الأربعاء 14 أوت 2019, عن القائمة الأولية للمترشحين المقبولين لخوض الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها المقرر إجراؤها يوم 15 سبتمبر المقبل.

وأعلنت الهيئة، خلال مؤتمر صحفي, قبول 26 مترشحا من جملة 97 مترشحا للانتخابات الرئاسية في صيغة أولية, على أن تعلن القائمة النهائية للمترشحين المقبولين يوم 31 أوت الجاري.

والمتأمل في القائمة الأولية للمترشحين المقبولين للانتخابات الرئاسية يلاحظ تواجد رموز الصف الأول من السياسيين التونسيين سواء من العائلة التقدمية أو اليسارية أو الإسلامية, على غرار رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد ووزير الدفاع المستقيل عبد الكريم الزبيدي (مستقل) ووزيرة السياحة ومديرة الديوان الرئاسي سابقا ورئيسة حزب الأمل حاليا سلمى اللومي ووزير التربية السابق ناجي جلول ورئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق ورئيس حزب بني وطني ووزير الصحة الأسبق سعيد العايدي ورئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي.

ومن العائلة اليسارية نجد الناطق الرسمي باسم ائتلاف الجبهة الشعبية حمة الهمامي والنائب عن حزب الجبهة الشعبية بالبرلمان منجي الرحوي ورئيس حركة تونس إلى الأمام عبيد البريكي.

أما من العائلة الإسلامية, فنجد مرشح حركة النهضة عبد الفتاح مورو والقيادي في الحركة ورئيس الحكومة سابقا حمادي الجبالي الذي ترشح كمستقل, في المقابل نجد مرشحين اخرين قريبين من الإسلاميين أو من المحسوبين عليهم, وعلى رأسهم رئيس الجمهورية المؤقت سابقا منصف المرزوقي وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيد ومرشح حزب التيار الديمقراطي محمد عبو والمحامي سيف الدين مخلوف ورئيس حزب تيار المحبة الهاشمي الحامدي, وبدرجة أقل رئيس الحكومة الأسبق ورئيس حزب البديل حاليا مهدي جمعة المحسوب بدوره على الإسلاميين أو المقربين منهم.

ولرجال الأعمال نصيب في قائمة المترشحين للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها في تونس, ممثلين في صاحب قناة "نسمة" نبيل القروي و رجل الأعمال سليم الرياحي, وكلاهما لديه تتبعات عدلية من طرف القضاء , كما نجد مترشحين مستقلين على غرار محافظ مدينة تونس ووزير العدل سابقا عمر منصور.

أما بخصوص أبرز النساء المترشحات للانتخابات الرئاسية في تونس, فقد أعلنت الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات قبول ترشحين فقط هما وزيرة السياحة ومديرة الديوان الرئاسي سابقا ورئيسة حزب الأمل حاليا سلمى اللومي ورئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي.

وسلمى اللومي هي امرأة اقتصاد وسيدة أعمال تونسية حاصلة على شهادة الماجستير في التصرف واشتغلت مديرا عاما لعدد من الشركات الإقتصادية الكبرى, وهي من مؤسسي حزب نداء تونس في 2012, وشغلت منصب أمينة المال في الحزب.

تولت اللومي منصب وزارة السياحة في حكومة الحبيب الصيد إثر فوز نداء تونس في انتخابات 2014, وظلت في هذا المنصب أربع سنوات قبل أن تستقيل في نوفمبر 2018 وتلتحق بديوان رئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي برتبة وزيرة.

وفي ماي 2019 قدمت اللومي استقالتها من منصبها بالديوان الرئاسي.

عرفت اللومي بنجاحها كسيدة أعمال وكوزيرة سياحة، ويحسب لها إنقاذ السياحة التونسية التي عانت من صعوبات عقب هجومي باردو وسوسة الإرهابيين في 2015, كما يحسب لها نجاحها في تنظيم القمة العربية التي استضافتها تونس في 31 مارس 2019.

 ووفق أغلب المتابعين للشأن السياسي التونسي، عرفت اللومي بخطاب سياسي معتدل وغير تهجمي ورفضها الانشقاقات داخل نداء تونس وانحيازها للخط الوطني البورقيبي, ولاحقا انحيازها للخط الذي رسمه الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي. 

أما بالنسبة لعبير موسي فهمي محامية تونسية معروفة, من المحسوبين على نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي وتم تعيينها أمينة عامة مساعدة لحزب النظام آنذاك, التجمع الدستوري الديمقراطي, (تم حله بقرار قضائي عقب سقوط نظام بن علي في 14 جانفي 2011).
 عرفت عبير موسي منذ ظهورها في المشهد السياسي التونسي بوضوحها المبدئي المتمثل في انحيازها التام للخط الدستوري ودفاعها المستميت عن نظام بن علي, بل هي تعد من القلائل الذين ظلوا متمسكين علنا ودون مواربة بانتمائهم السابق إلى حزب التجمع ونظامه السياسي بعد سقوط بن علي, بل هي تفتخر وتتباهى بانتمائها إلى النظام السابق.

في المقابل, عرفت عبير موسي بمعارضتها المطلقة لما يسمى بمنظومة "الثورة" في تونس وبخطابها السياسي المبني على معاداة الإسلاميين والمطالب بإقصائهم من السلطة, ونجحت بذلك في استقطاب شرائح كبيرة من التجمعيين السابقين, وحتى فئات تونسية ليس لديها أي انتماء سياسي رأت أو اعتقدت في موسي إمكانية أخرى لعودة نظام مثل برغم جميع سيئاته, خاصة فيما يتعلق بالحريات, 23 سنة من الأمان للتونسيين مقارنة بالسنوات التي تلت سقوطه, والتي عاشت تونس خلالها اغتيالات سياسية وعمليات إرهابية, وفق منظورهم.