جددت الولايات المتحدة يوم الخميس دعواتها لحل سياسي في ليبيا حيث أعلنت عن تسليطها عقوبات على مهربين مرتبطين بشبكات دولية، تنشط بالأساس في مالطا الأقرب لطرابلس في المتوسط.

وأثار وزير الخارجية مايك بومبيو الأزمة في مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي تدعم بلاده بشكل واضح الجيش الليبي. وقالت وزارة الخارجية إن بومبيو وشكري ناقشا "أهمية دعم وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة في ليبيا من خلال المحادثات السياسية والاقتصادية".

وتأتي المحادثات في الوقت الذي زار فيه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الداعم الأساسي لحكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة، طرابلس، مصدرا تصريحات مكررة حول ضرورة انسحاب الجيش من المناطق التي يسيطر عليها انطلاقا من خط سرت الجفرة الذي تعرف أنقرة أن المسيطر عليه يكون متحكما في إمدادات النفط في البلاد.

ووسط حالة عدم الاستقرار، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على المواطن الليبي فيصل الوادي واثنين من شركائه وشركة الوفاق المحدودة ومقرها مالطا بدعوى التهريب. وقالت وزارة الخزانة إن وادي وسفينته مرايا يهربان الوقود والمخدرات من ليبيا إلى مالطا، بوابة الاتحاد الأوروبي.

وقال جاستن موزينيتش نائب وزير الخزانة: "الولايات المتحدة ملتزمة بكشف الشبكات غير المشروعة التي تستغل موارد ليبيا لتحقيق مكاسبها الخاصة بينما تلحق الضرر بالشعب الليبي". ويجمد الأمر الأمريكي أي أصول في الولايات المتحدة ويفتح الطريق أمام المقاضاة الجنائية على المعاملات مع الأفراد أو الشركة أو السفينة.

وتشهد ليبيا حالة من الفوضى منذ أن أطاحت الانتفاضة المدعومة من الغرب بالعقيد معمر القذافي عام 2011، وجدد البيت الأبيض دعوته يوم الثلاثاء إلى حل يتضمن انسحاب جميع العسكريين الأجانب من ليبيا والدخول في عملية سياسية تنهي الصراح المسلح الذي أثر على قطاعات حيوية على رأسها الاقتصاد الذي يعيش فترات صعبة بتقلص حجم الشراكات وانخفاض قيمة الدينار إلى مستويات قياسية، بالإضافة إلى تردي الأوضاع المعيشية للناس وسط خلافات عميقة داخليا وسلبية دولية بسبب تفكير أغلب الأطراف في مصالحها الخاصة ووقوعها في منطق الاصطفافات.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تحاول التعامل مع مختلف الفرقاء الليبيين سواء من خلال الزيارات أو الاتصالات المستمرة، لكن بعض المراقبين داخل الساحة الليبية يعتبرون الموقف الأمريكي أقرب إلى حكومة الوفاق بطرابلس، باعتبار الجيش الليبي يحظى في الجهة المقابلة من الجانب الروسي.



تقرير مترجم ومعدل من موقع barrons