شهدت الدراما الرمضانية حركة اعترت خطوة على طريق النهوض بالفن الليبي ليكون مرآة تعكس الواقع وتبرز المواهب وتقوم على الاستفادة من الفنانين المخضرمين.. للحديث أكثر عن الدراما في ليبيا التقينا الفنانة سلمى المنفي.

برأيك كيف أثرت الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا على الدراما؟

لم تؤثر سلبا بل بالعكس جعلت الفنان يشعر بالمسؤولية كما أن الإبداع يخرج من قلب الحرب والألم بالإضافة إلى أن الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا أجبرت القائمين على الأعمال الدرامية على تصويرها في الخارج كتونس ومصر وهذا مكن الفنانين الليبيين من الاستفادة من خبرات الدول الأخرى كما مكنت الدول الأخرى من التعرف عن قرب على الفنانين الليبيين فمثلا في مسلسل بارانويا تم تصوير 45 يوم منه في مصر كما أن الفريق الفني بالكامل مصري ما عدا المخرج ليبي وهو محمد التريكي بالإضافة إلى أن مسلسل زنقة ريح تم تصويره في تونس بإنتاج ضخم وكان عملا مميزا من إخراج أسامة رزق ويستحق العرض في الدول العربية لأن الفنانين فيه يتحدثون بلهجة يمكن للمشاهد العربي أن يفهمها.

إلى أي مدى يمكن القول أن الساحة الفنية الليبية تتسم بالثراء؟

يوجد في ليبيا ممثلين جيدين وكذلك مخرجين ومؤلفين وقد أدى هذا الزخم إلى تشجيع المنتجين على القيام بأعمال رصينة لانهم يعرفون أن الجمهور سيدعمها ويتفاعل معها وسيؤدي ذلك إلى إنجاحها.

هل نتوقع أن نرى زخما في الإنتاج الدرامي رمضان القادم؟

بالتأكيد فهناك أعمال يجري تصويرها في مصر وتونس وربما تركيا لتقديم أعمال ترضي المشاهد الليبي بعيدا عن الإنتاج الخفيف الذي ينجز على عجل وتشوبه العديد من نقاط الضعف.

هل الواقع الليبي انعكس على الأعمال الدرامية المقدمة بشكل عام؟

نعم فمثلا مسلسل زنقة ريح يتحدث عن ليبيا في فترة اليهود ومسلسل بارانويا يتحدث عن الواقع الإجتماعي وكلا العملين يوصل في النهاية رسالة تدعو إلى السلم والمصالحة ونبذ الفرقة وهذا ما تحتاجه ليبيا في هذه المرحلة.

حدثينا عن مشاركتك في مسلسل بارانويا

حاليا يجري عرض مسلسل بارانويا والذي يتألف من 15 حلقة مدة كل حلقة 54 دقيقة وتتنوع أحداث المسلسل بين التشويق والدراما والإثارة وكان من المقرر عرض العمل في شهر رمضان الماضي إلا أن فريق العمل قرر تأجيل عرضه حتى تكون الظروف أفضل ومواتية بشكل أحسن وتتمحور فكرة المسلسل على عائلة توفي والدها واختلفت على الميراث وبدأت أحداث القتل بين العديد من أفراد المسلسل الذي أقوم فيه بأحد أدوار البطولة حيث أني زوجة الأبن الأكبر للأسرة التي توفي والدها وهو دور بعيد تماما عن شخصيتي حيث أني أقوم بدور سيدة بالغة من العمر 35 سنة وتتسم بالاستسلام والخضوع وتشعر دائما بالخوف وتسعى لإرضاء الجميع لكنها تقول كلمة الحق.

كيف عملت الفنانة سلمى على تطوير نفسها؟

شاركت في العديد من ورش العمل والدورات التدريبية حيث شاركت في ورشة عمل مع مروة جبريل "ورشة مروة ستارز" والتي شارك فيها عدد كبير من الممثلين المصريين والعرب وكذلك ورشة الدكتورة إيمان يونس أخت الفنانة إسعاد يونس وتعنى الورشة بالتدريب على النطق والصوت واللهجات واللكنات المختلفة وكذلك ورشة حلم لمحمد حجاج.

كيف تنظرين إلى العلاقة بين الجيل الصاعد والأجيال السابقة؟

هناك علاقة تعاون إيجابية بين الطرفين فالجيل الصاعد يستفيد من خبرات الجيل الذي يمتلك الخبرة كما أن هناك أدوار تحتاج إلى جيل الشباب وهناك أدوار أخرى تحتاج للأجيال السابقة.

ما الذي يحتاجه الفنان الليبي في هذه المرحلة؟

يحتاج الفنان الليبي إلى فرصة وإلى من يؤمن به وبإمكانياته وإلى إنتاج يساعد على إبراز المواهب ويقدم أعمالا هادفة تنال استحسان المشاهد.