يعتبر الملف الليبي على رأس اهتمامات القوى الغربية خاصة بعد إسقاط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي حيث دخلت البلاد في موجة من الفوضى و غياب القانون فضلا عن أن البلاد لم تشهد استقرارا سياسيا منذ ذلك الحين.

الوضع الليبي و ظرفية البلاد الغنية بالثروات الطبيعية جعل منها أولوية القوى الغربية مما تسبب كذلك في صراعات فيما بينها.

من ذلك ،اجتمع وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، مع نائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني، لبحث التوترات القائمة في المنطقة، وعلى رأسها الأوضاع في ليبيا.

وجددت موغيريني، خلال الاجتماع الذي عقد في مقر الوزارة  التأكيد على مواقف الاتحاد الثابتة من التوترات القائمة في المنطقة، ومن بينها ليبيا.

جاء ذلك خلال زيارة إلى واشنطن اختتمتها المسؤولة الأوروبية اليوم، التقت خلالها كبار مسؤولي البيت الأبيض، من بينهم وزير الخارجية، مايك بومبيو، ومستشار الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، حيث وصفت موغيريني هذه المحادثات بالإيجابية والبناءة.

وتطرق الاجتماع  بين الطرفين إلى العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من المصالح والتحديات المشتركة التي تواجه الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك الدفاع والأمن الأوروبي والتطرق لملفات ليبيا وأفغانستان وإيران.

في وقت سابق،قالت صحيفة "غارديان"البريطانية، اليوم الثلاثاء، إن مسؤولين في أوروبا يأملون أن يتراجع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عن دعمه المقدم لقائد "الجيش الوطني الليبي"المشير خليفة حفتر.

ونوهت الصحيفة بوجود انقسام في واشنطن نفسها بشأن السياسة الأمريكية إزاء الأزمة الليبية، مشيرا إلى أن توضيح هذه السياسة ضروري من أجل بناء إجماع دولي في إدانة زحف قوات حفتر إلى العاصمة الليبية طرابلس.

وذكرت "غارديان" أن بريطانيا والأمم المتحدة تنظران إلى حفتر على أنه معتد مباشر في النزاع الحالي على العاصمة الليبية طرابلس، مضيفة أن دبلوماسيين أوروبيين اندهشوا لبيان أصدره البيت الأبيض عن إجراء مكالمة هاتفية بين ترامب وقائد الجيش الوطني الليبي، اعترف فيها الرئيس الأمريكي "بدور حفتر المهم في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية".

وبحسب الصحيفة فإنه في ظروف التصاعد الراهن، مجرد دعوة دولية موحدة إلى الهدوء كفيلة بمنع انزلاق ليبيا إلى حرب أهلية مزمنة.

وتابعت المقالة أن بعض الدبلوماسيين الأوروبيين شبّهوا خطوة ترامب هذه بإعلانه المفاجئ عن سحب القوات الأمريكية من سوريا. ومع أنهم كانوا على علم بإجراء اتصالات عالية المستوى بين ترامب ومساعدي حفتر، الأسبوع الماضي، إلا أنهم فوجئوا بدرجة الدعم التي جاء بيان البيت الأبيض تعبيرا عنها.

في نفس الإطار،اتفق الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، على فتح خط مُباشر بين الطرفين بشأن التطوّرات الليبية والتوصّل إلى حل مُستدام لها.

وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي جرى بين كونتي وترامب ناقشاً خلاله تطورات الوضع في ليبيا والاشتباكات المُسلحة في ضواحي العاصمة.

وخلال الاتصال الهاتفي عبر الجانبان عن مخاوفهما الإنسانية من تداعيات الحرب ومخاطر اندلاع أزمة إنسانية في ليبيا، كما اتفقا على الحاجة الملحة لإجراء انتخابات رئاسية في ليبيا عن طريق عملية ديمقراطية فعلية.

وكان رئيس الوزراء الإيطالي قد عبّر عن قلقه من تعرّض بلاده لخطر انتقال مُقاتلين أجانب إلى بلاده، بسبب التصعيد العسكري والتوتّر الأمني الذي تمر به ليبيا، خاصة في الفترة الأخيرة جرّاء اشتباكات طرابلس.

وأوضح كونتي في تصريحات صحفية أن خطر هؤلاء المُقاتلين لا يُواجه بلاده فقط، بل يهدد باقي الدُول الأوروبية كاملة، في ظل الأوضاع الراهنة في ليبيا.

وأشار رئيس الوزراء الإيطالي إلى أن هذه المخاوف دفعته إلى السعي وراء وقف التصعيد العسكري الأخير في ليبيا، والتواصل مع كافة الأطراف المعنية بهذا الشأن.

وأكد جوزيبي أنه ليس من المُستبعد أن يُجري زيارة إلى ليبيا في حال استدعت تطوّرات الأوضاع فيها ذلك، لافتاً إلى أن الأولوية الآن تكمن في التواصل مع الأطراف المتنازعة بشكل شخصي.

ويرى مراقبون أن أن المصالحَ الرئيسية للقوى الدولية ، تتمثل في مكافحة الإرهاب واحتواء تدفق المهاجرين إذ   لدى حكومة الوفاق الوطني صلاتٌ وثيقة مع سرايا الدفاع عن بنغازي؛ وهي ميليشيا إرهابية تخضع لعقوباتٍ من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والأمم المتحدة ولدى حكومة الوفاق أيضًا علاقات وثيقة مع صلاح بادي، وهو من أمراء الحرب المتطرفين، ويخضع أيضًا لعقوبات من الأمم المتحدة، بسبب التورط في جهود لتقويض الاستقرار في ليبيا، وكذلك عبد الرحمن ميلاد، الذي يخضع لعقوبات من الأمم المتحدة، بسبب التورط في عمليات الاتجار في البشر.