انتقد الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي، في كلمته أمام  الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم في نيويورك قوى داخلية وخارجية "تحاول إيقاف التحول السلمي في تونس" دون أن يسميها".وقال المرزوقي، في كلمته اليوم الخميس، إنه "هناك قوى داخلية وخارجية سعت ولا تزال لتخريب الانتقال الديمقراطي السلمي في تونس عبر العمليات الارهابية والاغتيالات السياسية، لكن الشعب مصمم العزم على مواصلة المسار وإنجاحه مهما كانت الاعتداءات التي تخطّط لها قوى الشرّ".

وأضاف الرئيس التونسي إن "تونس تعيش تطورها هذا في قلب منطقة تشهد اليوم حرائق سياسية هائلة فالجماعات المسلحة المتطرفة العابرة للحدود تستهدف البلاد منذ انطلاق الثورة بعنف أودى بحياة العديد من الجنود ورجال الأمن وذلك بنية واضحة لإجهاض المسار الديمقراطي وفرض بدائل ترفضها الأغلبية الساحقة للشعب."وتطرق المرزوقي إلى الوضع في ليبيا وقال "الوضع المتقلب في ليبيا يشكل مصدر قلق بالنسبة إلى تونس لأن استقرار هذا البلد الجار جزء من استقرارها".

وعبر عن "أمله في أن يجد الليبيون طريقا للحوار الوطني بهدف بناء دولة مستقرّة وديمقراطية ومتقدمة خارج كل تدخّل عسكري أجنبي لن يزيد إلا الطين بلّة."كما أدان الرئيس التونسي "الاعتداء على المسيحيين (في إشارة للأوضاع في العراق بعد طرد تنظيم داعش لمسيحيين من قراهم شمالي البلاد) وعلى كل الأقليات الدينية التي تشكّل جزءا لا يتجزّأ من التاريخ والحضارة العربية والإسلامية وأن الأغلبية الساحقة للعنف الأعمى الذي تمارسه المجموعات المتطرفة هم من العرب والمسلمين".

واعتبر أن "ما تشهده المنطقة اليوم من عنف ومن عنف مضادّ هو محصّلة 5 عقود من سياسات خاطئة وسياسات استبداد حرّمت الحقوق والحريات الأساسية وسياسات اقتصادية كدّست الثراء على ضفة والفقر على ضفة أخرى وقبلت بتوسع الهوة بين الضفتين وسياسات تعليمية فاشلة لم تنم العقل والاستقلالية وسياسات أرادت توظيف الدين في خدمة السياسة فانقلب كل مرة السحر على الساحر".

وحمّل رئيس الجمهورية "المسؤولية لبعض الدول الكبرى في الأوضاع التي تعيشها الدول العربية عندما دعمت الاستبداد في هذه البلدان طيلة عقود بحجة دعم الاستقرار متجاهلة عمق مطالب النخب بالحريات والحقوق ومطالب عامة الشعب بالعدالة الاجتماعية."وأكد أنه "على هذه الدول الكبرى عليها استعمال نفوذها لدفع كل أنظمة المنطقة لإصلاح البيت الداخلي في أسرع وقت. أما الركون للحلول العسكرية وحدها فلن تؤدي إلا لمزيد من التورط في حروب عبثية تزيد في اشتعال حرائق باتت تهدّد العالم أسره."

وشدد المرزوقي في كلمته على "ضرورة رفع الحصار عن غزة وتمكينها من مرفأ ومن مطار وليس فقط فتح المعابر وذلك  تمهيدا لتحقيق المطالب الشرعية للشعب الفلسطيني وأساسا حقه في دولته المستقلة الآمنة المتواصلة جغرافيا وعاصمتها القدس الشرقية".كما دعا إلى "إعادة  اعمار غزّة في أقرب الأوقات حتى يعود الأطفال لمقاعد الدراسة والضحك واللعب في ساحات المدارس المدمّرة".