تتجه المساعي الداخلية والخارجية نحو عقد المؤتمر الليبي الجامع،الذي يمثل فرصة لإعلان المصالحة الوطنية الشاملة التي من  شأنها توفير ضمانات لإنجاح الموعد الإنتخابي المنتظر، وخصوصاً على المستويين الإجتماعي والسياسي.

وكان مؤتمر باليرمو الذي عُقد الأسبوع الماضي،انتهى إلى عدة مبادئ من بينها السعي لعقد الانتخابات العامة في ربيع 2019، وعقد الملتقى الوطني المزمع في الأسابيع الأولى من 2019، لكنّ لم يتطرق الحديث عن معاييره أو أعضائه


** مشاورات

إلى ذلك،التقى رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري،الإثنين، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة بالعاصمة طرابلس.وأشار بيان نشره مكتب الإعلام للمجلس الأعلى للدولة، إلى أن اللقاء ناقش "التجهيزات للملتقى الوطني الجامع المقترح من البعثة الأممية، والذي سيتركز على عدد من النقاط، أهمها مشروع الدستور والترتيبات الأمنية، ومشروع قانون الانتخابات.

وكشفت مصادر ليبية كواليس الترتيبات الجارية بشأن الملتقى الوطني الجامع،ونقلت "إرم نيوز"،عن مصدر دبلوماسي ليبي قوله إنّ البعثة الأممية أجرت خلال اليومين الماضيين عدة ترتيبات بشأن الملتقى الجامع، الذي سيكون أول بنود الخطة الأممية التي أعلنها غسان سلامة العام الجاري يلحقها الانتهاء من الدستور وإجراء الانتخابات.

وقال المصدر إنّ البعثة الأممية اختارت بلدية الجفرة (عاصمتها هون) لتكون مقرًا للملتقى الوطني الجامع، إذ تضم مجمعًا إداريًا ضخمًا تقام فيه الفاعليات،لافتا إلى أنّه جرى اختيار العاصمة طرابلس كمقر بديل لاستضافة الملتقى الوطني، في حال لم يتم إنهاء إجراءات الملتقى في الجفرة لاعتبارات أمنية ولوجيستية، باعتبار أن الجفرة بها عدد من المعارضة التشادية ومسلحين أفارقة وبقايا تنظيم “داعش” المنتشرة في المنطقة ربما تشكل تهديدًا للمشاركين.

وأشار المصدر إلى أنّ البعثة ستُشكل لجنة من الليبيين مهمتها وضع معايير اختيار الشخصيات التي تشارك في الملتقى، بالإضافة إلى اختيار المشاركين أنفسهم والتي حددتها البعثة بـ150 مشاركًا من كافة الأطراف السياسية والاجتماعية والقبلية والأمنية والعسكرية.


** إحياء المؤتمر

وكان مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة، قد أعلن في 20 سبتمبر 2017، عن خطة العمل من أجل ليبيا تتضمن ثلاث مراحل،وذلك أمام الاجتماع الدولي رفيع المستوى الذي عُـقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك برئاسة الأمين العام أنطونيو غوتيريس.وتشمل المرحلة الثانية من الخطة عقد مؤتمر وطني جامع،اعتبره المبعوث اللأممي غسان سلامة "حدث للمصالحة، وليس مؤسسة".وأكد أمام الفرقاء الليبيين خلال جولتي الحوار بتونس لتعديل الاتفاق السياسي، أن المؤتمر الوطني "يشمل الجميع، وذلك لتوسيع رقعة المشاركة في العملية السياسية، خصوصا من لم يشترك أو لم يتسن لهم الاشتراك".

وأعلنت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني العام والجامع،تأسيسها مطلع نوفمبر 2017، مؤكدة عزمها المضي قدمًا في لم شمل كل الليبيين دون إقصاء ولا تهميش، بحسب بيان التأسيس.ويسعى القائمون على المؤتمر، وفق ما أعلنوه، إلى "عدم تهميش أو إقصاء أحد منه، حيث يمثل كلَّ أطيــاف الشعب الليبي، الفرقاء منهم والأخلاء"، وهدفه "تأسيس ميثاق، تُبنى بموجبه دولةُ المؤسسات والقانون، ويتــمُّ فيها تحكيم القضاء؛ لحلّ الخلافات، وطيِّ صفحة النزاعات المسلحة بين الأخوة".

ومرت أكثر من السنة والبعثة الأممية لم تتوقف عن العمل، ونجحت فى عقد 77 اجتماعا ضم أطياف الشعب الليبي بتنوعه فى العديد من المدن؛ لبحث الآراء، ومناقشة كافة الأفكار للتجهيز لعقد هذا المؤتمر، قابله استمرار الوضع على ما هو عليه بعد الفشل في تعديل الرئاسي.

وخلال اِحاطة غسان سلامة امام اعضاء مجلس الامن الدولي،08 نوفمبر 2018،عبر الدائرة التلفزيونية،اقترح على اعضاء مجلس الامن احياء فكرة المؤتمر الوطني الجامع والذي ظل قيد المناقشة منذ العام الماضي وتأخر انعقاده نتيجة استمرار القتال والانقسامات بين القادة الليبيين حسب تصريح سلامة.

وقال غسان سلامة أن هذا المؤتمر سيعمل على الاستفادة من مساهمات الآلاف من الليبيين الذين شاركوا في اللقاءات التحضيرية السبعة والسبعين التي عُقدت في جميع أنحاء البلاد وخارجها خلال ربيع هذا العام. وأشار إلى استطلاع للرأي أظهر أن 80% من الليبيين يصرون على إجراء الانتخابات.

وأضاف سلامة بان هذا المؤتمر سيكون قادرا على تمثيل الليبيين والاستماع لاصواتهم وسيكون قادرا على رسم المستقبل السياسي لليبيا ،وقد حدد الموعد المبدئي لانعقاد هذا المؤتمر بالاسابيع الاولى للعام 2019 وسيمكن من خلاله التجهيز لمرحلة الانتخابات التي اقترح موعدها خلال شهري سبتمبر ونوفمبر من نفس العام.


** دعم

وكان البيان الختامي لأعمال مؤتمر باليرمو، الذي انعقد يومي 12 و13 نوفمبر الجاري،قد شدد على ضرورة اغتنام فرصة المؤتمر الجامع من أجل التخلي عن استخدام القوة واعتماد جدول زمني لتحقيق تقدم في توحيد المؤسسات الليبية.

حيث دعا البيان للترحيب بدعوة غسان سلامة في إحاطته الأخيرة لعقد المؤتمر الوطني الجامع مطلع 2019 واغتنامه من أجل التخلي عن استخدام القوة واعتماد جدول زمني لتحقيق تقدم في توحيد المؤسسات.

وطالب بالتعهد بدعم نتائج الملتقى الوطني وبممارسة الضغط على القادة المعنيين ومؤسساتهم من أجل تنفيذها دون تأخير، وكذلك التشديد على أن الملتقى الوطني لا ينبغي أن يكون مؤسسة جديدة ولا بديلا عن المؤسسات التشريعية الحالية.وشدد البيان على أهمية إنجاز الإطار الدستوري والعملية الانتخابية في ربيع 2019، كما دعا إلى إعادة فتح أبواب التسجيل في اللوائح الانتخابية.

كما دعا إلى حث الليبيين على دعم مبدأ الشمولية الكاملة بما ينطوي على التمثيل في الملتقى الوطني.وأكد البيان الدعم الكامل لخطة عمل المبعوث الأممي غسان سلامة ، إضافة إلى التأكيد على الالتزام القوي والقاطع بسيادة ليبيا واستقلالها ووحدتها الوطنية.

وتتجه الأنظار إلى المؤتمر الليبي الجامع كحل يمكن أن يساهم  في بناءء الدولة الليبية،حيث يأمل  المواطن الليبي تنجح المحاولاتالمتعددة في حل أزمة طالت والقت بظلالها على كل مناحي حياته ويري انه يجب ان تعطى الفرصة لكل الاقتراحات لعل في احداها يكون أملا وضوءاً في نفق امتدت ظلمته لسبع سنوات.