تراجعت الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها في أكثر من شهر مقابل الدولار أمس الإثنين، بفعل المخاوف من توغل تعتزمه أنقرة في شمال سوريا وتحذير الرئيس دونالد ترامب بأنه قد "يمحو" الاقتصاد التركي.

يراقب المستثمرون التوترات بين أنقرة وواشنطن خلال الأشهر الأخيرة، في ظل الخلاف الدائر بين عضوي حلف شمال الأطلسي في قضايا شتى تشمل الوضع في سوريا وشراء تركيا لأنظمة دفاع صاروخي روسية.

وهددت تركيا مراراً بشن عملية ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تساندها الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، متهمة واشنطن بتعطيل جهود إقامة "منطقة آمنة" هناك على الحدود التركية.

وعقب مكالمة هاتفية بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال البيت الأبيض أمس الأحد، إن القوات الأمريكية لن تدعم توغلاً تركياً وستنسحب من المنطقة.

واليوم، هدد ترامب "بتدمير ومحو" الاقتصاد التركي إذا اتخذت تركيا أي خطوة يعتبرها "تجاوزاً للحدود".

وتراجعت الليرة أكثر من 2%، مسجلة 5.8305 في الساعة 18:30 بتوقيت غرينتش، بعد أن أغلقت عند 5.7000 يوم الجمعة. وفي وقت سابق انخفضت العملة إلى 5.8375 ليرة للدولار، وهو أضعف مستوى لها منذ الثاني من سبتمبر (أيلول).

وقال متعامل في سوق الصرف الأجنبي طلب عدم نشر اسمه، "في حين أن البيان الصادر عن الولايات المتحدة يعطي ضوءاً أخضر للعملية العسكرية في سوريا التي تتحدث عنها تركيا منذ فترة طويلة، فإنه يثير علامات استفاهم عديدة بشأن كيف ستتطور العملية".

وتراجعت السندات الدولارية لتركيا أيضاً، ونزل إصدار 2038 بمقدار 1.3 سنت.

فقدت الليرة حوالي 30% من قيمتها أمام الدولار العام الماضي نتيجة للمخاوف حيال التدخل السياسي في السياسة النقدية، وكذلك تدهور العلاقات بين واشنطن وأنقرة. ونزلت الليرة حوالي 8% منذ بداية العام الجاري.

وأغلق المؤشر الرئيسي للأسهم التركية منخفضاً 0.45%، في حين نزل مؤشر قطاع البنوك 1.72%.