كان محمد الحويك من بين آلاف الليبيين الذين حضروا الذكرى الثامنة لثورة 17 فبراير التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي ومقتله، في ساحة الشهداء في وسط طرابلس في الساعات الأولى من يوم الأحد.

وقال الحويك (39 عاما)  "صحيح أن الثورة لم تنفذ أهدافها وسط انقسام اجتماعي، لكن وجودنا اليوم يهدف إلى إظهار الدعم لنقل السلطة بشكل سلمي والوقوف ضد أي محاولة من جانب السياسيين لإهدار مزيد من الوقت". 

وتجمع آلاف الليبيين في ساحة الشهداء بالعاصمة طرابلس وغيرها من المدن الكبرى في ذكرى الثورة التي أزالت نظام القذافي في أكتوبر 2011. ورددوا شعارات تطالب بإنهاء الانقسام السياسي والحفاظ على مبادئ الثورة في المصالحة الوطنية بين جميع القبائل الليبية.

وتعتقد زوجته خديجة أنها لم تضيع أي فرصة للاحتفال بذكرى ثورة فبراير لأنها كانت واثقة من تحقيق مستقبل مشرق لليبيين على الرغم من الآلام. وأضافت "لم يكن أمام الشباب الذين انضموا إلى الميليشيات أي فرصة لتركهم لأن الحكومة لم تمنحهم خيارًا للانضمام إلى العملية التعليمية أو فرص العمل التي لها مستقبل مشرق، ولكنها تركتهم فريسة للبطالة".

ويتواصل الانشقاق السياسي في ليبيا منذ عام 2014 مع حكومتين في البلاد: حكومة الوفاق الوطني المؤقتة بقيادة رئيس الوزراء فايز السراج ومجلس النواب بقيادة عقيلة صالح عيسى في طبرق. ووفقاً لاتفاق تم توقيعه بين الجانبين ينبغي توحيد السلطة السياسية والجيش الليبي ويجب حل الميليشيات المسلحة. وسيجرى تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية، كما يحتاج الدستور إلى الموافقة عليه، لم يتحقق أي من هذه الأهداف حتى الآن.

وقال مفتاح أويهيدا –استاذ جامعي- "نحن بحاجة إلى انتخابات هذا العام وليس هناك مكان لأي تأجيل آخر" .

وأضاف أن "انتخاب سلطة جديدة سيضع حدا للنزاع بين الأطراف المختلفة". 

ولا تزال الانتخابات في ليبيا غامضة بغض النظر عن التواريخ التي حددتها في وقت سابق بعثة الأمم المتحدة. ولدى الأطراف السياسية عدة وجهات نظر حول الانتخابات. يعتقد البعض أنه يجب الموافقة على الدستور أولاً لإجراء انتخابات في ظل ظروف صارمة. ويعتقد آخرون أنه يجب إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية أولاً ، ويجب تأجيل الدستور بسبب وجود خلافات حول المواد في المسودة.



* "بوابة إفريقيا الإخبارية" غير مسؤولة عن محتوى المواد والتقارير المترجمة