أثارت أزمة الأقباط المختطفين على يد الميليشيات المسلحة بمدينة سيرت الليبية جدلاً واسعاً، وهي الأزمة التي تعمل الدبلوماسية المصرية على حلها، من خلال اتصالات مكثفة مع الأطراف الفاعلة والمسؤولة.

ونفى مصدر عسكري مسؤول تدخل القوات المسلحة لحل الأزمة، في الوقت الذي ذكر فيه العديد من الخبراء أن عملية الاختطاف تحمل نوعاً من "الطائفية".

وذكر المصدر العسكري أن الجيش لا يمكنه التدخل في مسألة أزمة المصريين المختطفين في ليبيا، موضحاً في تصريح خاص لـ24، أن القوات المسلحة "ليس لديها قوات على الأرض في ليبيا"، وأن حل تلك الأزمة حالياً رهن التحرك الحكومي الرسمي والسبل الدبلوماسية من قبل وزارة الخارجية المصرية.

وكانت الخارجة المصرية، شددت على عدم السفر إلى ليبيا تحت أي ظرف من الظروف، إلى جانب سعيها لإجلاء الأقباط من الأراضي الليبية، وتوفير سبيل لعودتهم إلى مصر.

تصفية حسابات
من جانبه، أشار المفكر جمال أسعد، إلى أن حادث اختطاف 13 قبطياً في ليبيا ليس الحادث الأول من نوعه، إذ أن الميليشيات المسلحة مسيطرة بصورة شبه كاملة على الأراضي الليبية ولا يوجد دولة سيادية أو حكومة مسيطرة على المشهد.

وأرجع في تصريحات خاصة لـ24، السبب وراء الهجوم القائم ضد المسيحيين في ليبيا وغيرها من الدول العربية مثل سوريا والعراق، إلى أن "المنظمات التي تزعم تبنيها للفكر الإسلامي، ترى أن المسيحيين والمسلمين أيضاً المختلفين عن فكرهم، لابد من تصفيتهم والانتقام منهم".

وأردف: "هذا يعد أيضاً تصفية حسابات وانتقام من المسيحيين، نظراً لأنهم شاركوا في ثورة 30 يونيو (حزيران) التي أسقطت حكم الإخوان المسلمين في مصر، فضلًا عن مشاركة البابا تواضروس في بيان 3 يوليو (تموز)، حيث إنهم ساهموا في إسقاط المشروع الإسلامي في مصر وحكم الإخوان المسلمين.

مسؤولية
بدوره، أشار رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان نجيب جبرائيل، إلى أن تصعيد العنف ضد الأقباط يعد امتداداً للفكر المتطرف الذي ساهمت في إرسائه جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات ذات الفكر المتطرف.

ولفت في تصريحات خاصة لـ24، إلى أن وضع الأقباط في ليبيا كارثي، كما حمَّل الحكومة والدولة المصرية مسؤولية ما وصل إليه وضع الأقباط في ليبيا، لاسيما أن الحادث ليس الأول ولن يكون الأخير، إذا لم تتدخل الدولة المصرية لإجلاء المصريين الأقباط.

مخطط
من جانبه، قال رئيس الحزب الاشتراكي المصري الدكتور أحمد بهاء الدين شعبان، إن ما يحدث يُعد تنفيذاً لمخطط تهجير الأقباط من المنطقة العربية، لاسيّما مع هجرة أكثر من 100 ألف مصري قبطي خلال عام حكم الإخوان، إلى جانب أكثر من مليون ونصف في العراق وسوريا أيضاً.

ولفت في تصريحات خاصة لـ24، إلى أن الدولة أمام تحدٍ لحماية الأقباط والمصريين في ليبيا، لاسيّما أن ليبيا لا يوجد بها دولة أو جهة رسميّة للوصول إلى أرضية مشتركة لحماية المواطنين.