تحتفل القارة الإفريقية  اليوم"الأحد " بمرور الذكري  الـ51 لعيد الوحدة الإفريقية ,في وقت تعرف فيه القارة السمراء ,العديد من الأزمات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.

 ويعود تاريخ هذا الكيان الإفريقي إلي سنين خلت, وبالتحديد تاريخ الـ 25 مايو 1963حين قرر الأجداد المؤسسون ,وضع بصماتهم  الخالدة ,بتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية,تزامنا مع فجر حركات الاستقلال بداية الستينيات من القرن الماضي. ورغم أن القارة الإفريقية تتوفر  على ثروات  طبيعية هائلة ، وأسواق واعدة،  فقد أغرقت عمداً في سلسلة لا نهاية   لها من الصراعات والحروب؛ فكانت إفريقيا عنواناً للانقلابات العسكرية،ورمزا للديكتاتورية  , ومستنقعاً  للمهربين وتجار الدين.

 ومن  المفارقات أن  القارة الإفريقية , الغنية تحتفظ بأعلى مستويات الفساد في العالم، ودرجات متدنية لدخل الفرد، ومعدلات تنمية منخفضة، واقتصاد متباطئ، ولم تزل تعاني من ثلاثية الجهل والفقر والمرض .وبالنظر قليلا إلي حال القارة  في ذكري عيدها  الواحد والخمسين  ,نجدها  تتصدر عناوين الصحف والأخبار,كمصدر للإرهاب والتطرف والحروب والويلات بكل أشكالها.

فمن شرق القارة إلي غربها ,مرورا بشمالها وجنوبها تعددت الأزمات واتسعت,فهذه إفريقيا الوسطي ,حيث جرائم الإبادة العرقية  تمارس ليل نهار في حق المسلمين دون رادع ,وتلك رواندا لم تطوي بعد صفحتها الدموية حتى أنكأت جراحها بمآسي أخري. ويسألونك  عن  "بوكو حرام" حين عشعش التطرف  في عقول شباب نيجيريا,وصنعوا لأنفسهم  سمعة سيئة بغطاء ديني , وان من أفعالهم ما تشيب لهوله الولدان,ولجنوب إفريقيا قصة معاناة من الميز العنصري ,ستذكرها أجيال وأجيال.

وفي الصومال والسودان  جروح لا تندمل ,وتلك مالي تعبث بها المصالح الغربية ,في ظل شمال ملتهب بات قاب قوسين أو ادني من  تحقيق الاستقلال,ولكل بلد  افريقي  قصته تراجيدية .وبالرغم من أن الدول العربية في القارة السمراء ,كانت أقل تأثرا  من الاضطرابات التي عرفتها دول إفريقيا السوداء بعد استقلالها عن الغرب ,إلا أنها لم تسلم هي الأخرى من محاولات زعزعة استقرارها ,وإثارة النعرات فيها وهو ما أفرز  ظهور زعماء خلدوا تاريخهم بالدماء.