أكد رئيس المنظمة الوطنية لصوت الشباب الليبي د. أكرم إبراهيم الفكحال أن الانتخابات هي بوابة ليبيا الوحيدة للخروج من أزمتها مضيفا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن هذا مرتبط بمشاركة جميع فئات المجتمع في هذا الاستحقاق وانتخاب شباب وطنيين أكفاء وليس إعادة تدوير لنفس العناصر الموجودة الآن

إلى نص الحوار:

كيف تتابع الدعوات الأممية والدولية المكثفة لإجراء الانتخابات في ليبيا؟

هناك دعوات أممية ودولية عديدة منذ سنوات وهي دعوات نرى أنها مكررة سياسيا وبصيغ وأساليب معتادة وكأنها جمل يجب أن تقال في مثل هذه المواقف، فكما يعلم الجميع أن  انتخابات المؤتمر الوطني الماضية شارك فيها الشعب الليبي بكل فرحة وسرور متأملين بواقع جميل ومزدهر، لكن كانت النتائج ليست كما تمنينا بسبب الأوضاع السيئة الاقتصادية والسياسية بل والاجتماعية أيضا التي تلت هذه الانتخابات.

ولكن بشكل عام نتمنى أن تكون هذه الدعوات جدية وحقيقية وملموسة بشرط أن تكون هذه الدعوات مبنية على أسس وقواعد صلبة وليست عشوائية تعيدنا إلى نفس المربع الأول وبنفس الأخطاء.

إلى أي مدى يمكن القول أن البيئة الليبية جاهزة لإجراء الانتخابات؟

بصراحة الرأي العام بمختلف فئاته دائم الحديث والنقاش عن التضرر الواضح والملموس الناتج عن سوء الاختيارات السابقة، هذا قد يكون له أثر سلبي في الاهتمام بالانتخابات القادمة، لأن الرأي العام السائد والمعلن هو عزوف معظم الشعب الليبي عن الانتخابات حتى لا يعيدوا نفس الكرّة وتكون النتائج كسابقتها.. 

بالتالي نعتقد أن هذا يحتاج إلى حملات توعوية من قبل الدولة ومن قبل منظمات المجتمع المدني ومن قبل الشخصيات الوطنية التي يثق فيها الشعب توضح أن العزوف عن الانتخابات سيعيد نفس الوجوه ونفس الأوضاع التي عانينا منها بل هذا سيسهل على المتملقين والفاسدين أن يكونوا موجودين وبقوة لمراحل قادمة.

عاما 2012 و2014 تم إجراء انتخابات في ليبيا رغم الفراغ الأمني والخلافات السياسية فلماذا لم يتم السير على نفس هذه الخطوات خلال الأعوام الست الماضية؟ 

السبب الرئيسي هو دخول البلاد في حروب جراء الصراعات السياسية المعلنة وغير المعلنة والتي كان ولا يزال هدفها إثبات النفوذ وحماية المصالح الشخصية والتحكم والسيطرة على مقاليد ودفة الحكم بالقوة من بعض الأطراف راميين بكل القواعد والأساسيات عرض الحائط، وأيضا كما أشرت سابقا أن عدم ثقة الشعب في نتائج الانتخابات جعلتهم لا يريدون المشاركة فيها ولا ينتظرون منها الكثير خوفا من ما سيحدث بعدها.

-ما الذي يعيق إجراء الانتخابات بليبيا؟

يمكن القول أنه لا توجد عوائق واضحة لاجراء الانتخابات ولكن وجود وتخوف المجموعات التي تسيطر على الأوضاع الاقتصادية والسياسية هو العائق الرئيسي الغير معلن، حيث أن الانتخابات التي ستتم بصورة صحيحة تعني عدم وجودهم مستقبل لهم في الساحة وبالتالي ضياع مصالحهم ونفوذهم، وهذا العائق قد يعني عدم الوصول إلى هذه المرحلة المستهدفة الهامة والتاريخية المتمثلة  في إجراء انتخابات نزيهة.

تم تحديد 24 ديسمبر موعدا للانتخابات فابرأيك إلى أي مدى يمكن الالتزام بهذا الموعد خاصة وأنه جرى في السابق تحديد عديد المواعيد التي لم يتم الالتزام بها؟

لا توجد أي أسس أو معايير يمكن الاستناد عليها تؤكد أو تنفي إمكانية الالتزام بهذا التاريخ والذي سبقه تواريخ ومواعيد عديدة لإجراء الانتخابات، ولكن نتمنى أن تلتزم جميع الأطراف بما تم الاتفاق عليه لتحقيق الاستقرار المنشود، مع تأكيدنا على ضرورة وأهمية وجود الشباب الوطنيين أصحاب الكفاءة في عملية صناعة القرار، كما يتواجدوا على الساحة السياسية البرلمانية التشريعية حتى تتجدد الروح في مفاصل الدولة.

إلى أي مدى تتوقع التمكن من الوصول لقاعدة دستورية صلبة لإجراء الانتخابات قبل نهاية العام؟

لجنة صياغة الدستور موجودة منذ سنوات ومصروفات مرتباتها التي تستنزف ميزانية الدولة مستمرة ولم تنقص بل زادت وزاد معها المهام والعلاوات، ولا نعلم ماهو دورهم إلى حد هذه اللحظة قياسا بالنتائج والغرض من وجودهم، خاصة أن المطلوب منهم ليس بالمستحيل مقارنة بعدد سنوات وجودهم وتشكيل لجنتهم، فإذا كانت هناك عراقيل لا نعلمها نتمنى منهم أن يكونوا عند مستوى الأمانة المكلفين بها ويوضحوا للشعب ماهي العراقيل التي واجهتهم وتواجههم رغم أن هذا سيكون متأخر جدا، لأن الانتخابات ضمنيا يجب إن تستند إلى دستور يحكمها ويقننها يمكن الرجوع إليه والعمل به عند وجود ما يخالفه.

برأيك هل تمثل الانتخابات بوابة ليبيا الوحيدة للخروج من أزمتها؟

نعم بكل تاكيد، ولكن هذا مرتبط بمشاركة جميع فئات المجتمع فيها من خلال الوعي بضرورة مشاركتهم ووجود الشباب الوطنيين الاكفاء وليس تدوير نفس الوجوه، فالانتخابات إن طبقت بنزاهة وبصورة صحيحة وديمقراطية حقيقية سيكون لذلك الأثر والتاثير المباشر على الأوضاع العامة للدولة وخروجها من هذا النفق المظلم الذي نعاني منه منذ سنوات.

كيف يمكن للبعثة الأممية أن تلعب دورا رئيسيا في الدفع نحو الانتخابات؟

وجود طرف دولي يسعى حقا إلى استقرار البلاد كما يسوق وينادي ويردد في أغلب المحافل والاجتماعات الدولية سيساعد جدا في إكمال هذه الانتخابات مع ضرورة فهم جميع مكونات الشعب الليبي لأهمية الانتخابات بالتالي سيكون دور البعثة الأممية مكملا لدور الشعب الذي سيشارك فيها.

ما مدى تخوفكم من عدم قبول بعض الأطراف لنتائج الانتخابات؟

من المعروف في كل العالم أن نتائج الانتخابات لن تكون مرضية للجميع، وانتخابات الولايات المتحدة الأخيرة خير دليل على هذا، لكن هناك بعض القواعد التي ستجعل نتائج الانتخابات مقبولة ولو على مضض منها وجود أسس لهذه الانتخابات ترتبط بفترة وجود المنتخبين على الكراسي والنتائج المطلوبة للمرحلة القادمة المتمثلة في الخطط والاستراتيجيات والموازنات ومتابعتها ومتابعة انحرافاتها مع وجود رادع قانوني ودستور يستند عليه.

ولكن إذا وصلنا لمرحلة الانتخابات بمشاركة واقتناع جميع فئات الشعب الليبي فلن يكون لعدم قبول النتائج من بعض الأطراف أي مدعاة للخوف إلا في حال التوجه إلى حلول بديلة قد تكون على شكل حرب عسكرية من قبلهم، وهنا نعتقد أنه سيكون للبعثة الأممية دور حقيقي ومؤثر وفاعل تستطيع أن تؤكد من خلاله أنها تسعى حقا لاستقرار البلاد أمنيا واقتصاديا وسياسيا.

ما السيناريوهات المتوقعة بشأن مستقبل الانتخابات في ليبيا؟

نتمنى حقا أن نصل لمرحلة الانتخابات أولا، والتي نعتقد أنها البوابة الصحيحة والفاعلة للدخول إلى مرحلة الاستقرار والانتعاش الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والتي ستكون حينها بعيدة عن المحاصصة تتمثل في احتواء الجميع بدون استثناء أو إقصاء لأحد، تكون أسسها الكفاءة والقدرة والشباب وروح الوطنية الحقيقية، وكل هذا مرتبط بفهم جميع مكونات وفئات الشعب الليبي لضرورة المشاركة وبقوة فيها، وإلا ستكون العواقب وخيمة لا نتمناها، منها حروب مدعومة لمصالح شخصية تتيح لأي شخص أن يضر ويدمر البلاد وبالتالي لن تقوم لها قائمة إلا بعد سنوات لا نعلم عددها.