شن  الصادق الغرياني  مفتي الديار الليبية هجوما  عنيفا على البرلمان الليبي الجديد وعلى  الحكومات الليبية المتعاقبة وذلك في بيان صادر عنه مساء"الخميس"تلقت "بوابة افريقيا الاخبارية" نسخة منه.

وقال الغرياني ان الحكومة الليبية   منذ زمن "علي زيدان" شرعت واستمرت - بطريقة مستهجَنة  في استجداء  دولَ العالم؛ لتدخل بجيوشها إلى ليبيا دون جدوى مضيفا أنه في كل مرة كانت حكومة زيدان تجدُ الصدّ والاستهجانَ والرد، لكنها لم تيأس ولم تتوقفْ، ولم تخجلْ من هذا العار على حد تعبيره.

وأكد البيان أن من كانت تدعوهم الحكومة الليبية للتدخل العسكري، كانوا أعقلَ منها وأبعد نظرا؛  كما كانوا يدركون أنّ تدخلَهم لنْ يجلبَ الأمنَ والاستقرارَ لبلدٍ يعرفونَ مدَى كراهيةِ شعبهِ المُدجّجِ بالسلاحِ للتدخلِ الأجنبيّ، فكانَ في ردّهم الحكمةُ والتبصرُ، وفي طلبِ الحكومةِ حماقةٌ غيرُ مسبوقةٍ.

وأضاف الغرياني في بيانه أن اطروحات التدخل للاجنبي لدى حكومة زيدان وجدت هوى نفس  لدى  البرلمانُ  الليبي الوليدُ الذي جرجرتْه الثورةُ المضادةُ إلى حتفِه، وفقدِ مصداقيتِه على حد وصفه .

وخاطب بيان الغرياني البرلمان لليبي الجديد قائلا"ما كنا نحبُّ لهُ أن يبدأَ هذهِ البدايةَ المحزنة، المتّسِمةَ بالتهورِ والانقسامِ وعدم المسؤولية، وبالاستخفافِ المتعمّد بالتقيدِ بالإعلانِ الدستوريّ، والإجراءاتِ القانونية المنظّمةِ للتسلمِ والاستلام.

الأمرُ الذي استنكرتْه الاحتجاجاتُ الشعبيةُ الغاضبةُ، التي عبّرت عنِ استيائِها - الجمعةَ الماضية - مِن انعقادِه بهذه الصورة، وعدَّته خِذلانًا للقاعدةِ الشعبيةِ التي انتخبته؛ ممّا دعَا العديدَ مِن المدنِ إلى إصدارِ بياناتٍ بالتبرُّؤِ مِن مُمثليها، الّذينَ انضمُّوا إلى جلساتِه.

فهلْ أدركَ الأعضاءُ - الذينَ لا نشك أنّ فيهم الكثير من العقلاءِ الحريصينَ على الوطن - ما استدرجَتْهم إليهِ القياداتُ المتزعّمة انعقاد البرلمانِ قبل استكمالِ إجراءاتِه الدستورية؛ لِتخدمَ أجنداتٍ متحالفةً مع حفتر، والانقلابيين والثورة المضادة؟! 
هل أدركُوا وجودَهم في برلمانٍ ينادِي على نفسِه بالريبة؟!"

وتساءل البيان في ختامه "هو على عجلةٍ مِن أمره!  في اشارة للبرلمان يصدرُ قراراتٍ مصيريةً في حياة الأمةِ، قبلَ أن يضعَ لائحتَه الداخليةَ ويرتِّب أمرَه، وكأنّه يخشَى على أعضائِه - الذين بدأوا ينشقون - الانفضاضَ عنه.

قراراتٌ مصيريةٌ في حجمِ طلب تدخلٍ أجنبيّ بجيوشهِ إلى أرضِ الوطن،!
هل يُصَدق أنْ تُنتزعَ قراراتٌ بهذا الحجمِ هكذا مِن الأعضاءِ على عجلٍ؟!

هل أدركَ مَن صوَّتَ على مثلِ هذا القرارِ الخطيرِ- أو حتى مَن حضرَ ولم يصوّتْ، وأعطَى لهذهِ الجلساتِ الشرعيةَ المزعومةَ - التبعاتِ الوطنية والتاريخية، والمسؤولية الشرعية الدينية، لِما اقترَفوا في حقّ الوطنِ؟!"

وأكد الغرياني في ختام بيانه أن التاريخ لا يرحم.