أكد تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية أن الأوضاع في ليبيا باتت أكثر خطورة رغم رحيل القذافي عن الحكم، وأن السبب في ذلك يعود إلى الدول الغربية التي لم تبدي الاهتمام الكافي لمنح البلاد مؤسسات سياسية قابلة للبقاء وأجهزة أمنية يمكن الوثوق بها.

ومضت الصحيفة تشير إلى التحول الذي طرأ على مواقف الدول الغربية الكبرى، التي في مقدمتها أميركا، فرنسا وبريطانيا، بعدما ساهمت بشكل كبير في إسقاط نظام حكم القذافي وإبعاده عن السلطة حتى مقتله بهذا الشكل الوحشي، إلى أن تغيرت واجهتهم بعد ذلك، محاولين أن يتواروا عن الأنظار، بعد إخفاقهم في إرساء القواعد التي كان من المفترض أن تساهم بصورة فعالة في وضع حجر الأساس لدولة ديمقراطية قوية بعد القذافي.

ثم لفتت الصحيفة إلى حالة انعدام الأمن التي بدأت تنتشر في ليبيا خلال السنوات الثلاثة الماضية التي تمخضت عن عمليات الاقتتال التي يقوم بها الثوار المسلحين من مختلف الأطياف.

وأعقبت الصحيفة بقولها إنه وبدلاً من أن تضع القوى الغربية ثقتها في المهندسين، عمال الطاقة وغيرهم من المحترفين في مجالات أخرى، فقد وضعت ثقتها في مجموعة قوات غير منظمة تحمل كميات كبيرة من السلاح، بما فيها صواريخ أرض جو.

وختمت الصحيفة بلفتها إلى أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي يخضع للتحقيق الآن في فرنسا على خلفية تلقيه سيولة غير مشروعة قدرها 50 مليون استرليني من القذافي لتمويل حملته الانتخابية عام 2007. ولم يتحدث الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا أولاند أو الرئيس الأميركي باراك أوباما عن ليبيا في أي من أحاديثهما. كما يتعامل رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون بشكل باهت مع الأزمة المتنامية بليبيا.