سجّلت أسواق المال العالمية في نيويورك وفرانكفورت وباريس ومدريد وميلانو ولندن تراجعاً اليوم الجمعة، كما نظيراتها الاسيوية تزامناً مع تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا المستجدّ الـ100 الف شخص، ما يؤكد الخشية من عواقب اقتصادية على المدى الطويل في جميع أنحاء العالم.
وبات وباء "كوفيد-19" منتشراً في كل القارات باستثناء أنتاركتيكا وتجاوز عدد المصابين بالفيروس في العالم الـ100 ألف شخص بينهم أكثر من 3400 حالة وفاة في 91 دولة ومنطقة، وفق حصيلة جديدة.
وبسبب الخوف المرتبط بالعواقب الاقتصادية للوباء، تراجعت أسعار النفط بأكثر من 7% اليوم الجمعة، على خلفية تقارير أشارت إلى انتهاء المحادثات بين منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وروسيا بشأن خفض الإنتاج رداً على انخفاض الطلب بسبب كورونا المستجد بدون اتفاق.
وبعد إغلاق بورصة طوكيو على تراجع بنسبة 2.72%، سجّلت كل البورصات الأوروبية انخفاضاً بلغت نسبته 4% في باريس، و3.23% في لندن و3.60 في فرانكفورت.
وكذلك، فتحت وول ستريت على تراجع شديد فسجّل مؤشّر داو جونز الصناعي انخفاضاً بنسبة 2.63% كما سجّل مؤشّر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا تراجعاً بنسبة 3.08%.
وحذّرت وكالة التصنيف الائتماني "ستاندرد اند بورز" الجمعة، من أن الوباء قد يكلّف اقتصادات منطقة آسيا-المحيط الهادئ هذا العام 211 مليار دولار وقد يخفّض نموّها إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من 10 سنوات.
واليوم الجمعة، كانت الصين لا تزال تحتوي انتشار الفيروس مع تسجيل 30 حالة وفاة جديدة وهو عدد الإصابات الأدنى خلال 24 ساعة منذ 27 فبراير (شباط). في الصين حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى في أواخر ديسمبر (كانون الأول)، 80552 إصابة و3042 حالة وفاة وتمّ عزل عشرات ملايين الأشخاص.
وألمح الأمين العام المساعد للحكومة الصينية دينغ شيانغيانغ الجمعة إلى احتمال إعادة فتح اقليم هوباي قريباً، بعد أكثر من شهر على إغلاقها بهدف منع انتشار المرض.
وقال في مؤتمر صحافي، "اليوم الذي ينتظره الجميع لا يجب أن يكون بعيداً".
ويتعرض النظام الشيوعي لحملة احتجاج غير اعتيادية إذ إن إحدى أكبر المسؤولين في البلاد واجهت موجة استياء أثناء زيارتها ووهان، منشأ الوباء، من جانب سكان يخضعون للعزل وبدوا أنهم مستائين جراء نقص المواد الغذائية.
وأوضحت المفوضة العليا في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه اليوم الجمعة، أن التدابير المتخذة لمكافحة الوباء ينبغي أن تحترم حقوق الإنسان وأن تكون "متناسبة مع الخطر المقدّر".
وقالت باشليه، إن "فيروس كوفيد-19 هو اختبار لمجتمعاتنا" مطالبةً بدعم مالي للأشخاص الذين لم يعد باستطاعتهم العمل بسبب الوباء، خصوصاً أولئك الذين يخضعون للعزل أو للحجر.
وقد يؤدي الوباء الذي يتسبب باضطرابات في الحياة اليومية في عدد متزايد من الدول، إلى توتير العلاقات بين الدول بدءاً من اليابان وكوريا الجنوبية.
وهدّدت سيؤول اليوم الجمعة، بالردّ على تدابير حجر "غير منطقية" تفرضها طوكيو على الأشخاص الوافدين من كوريا الجنوبية، واتهمت اليابان بأن لديها دوافع سياسية خفية.
ويتخذ العديد من البلدان إجراءات منع من الدخول أو فرض الحجر الصحي على المسافرين الآتين من بلدان متأثرة بالوباء. وقد فرضت 36 دولة بالفعل حظراً تاماً على دخول الواصلين من كوريا الجنوبية، وفقاً لسيؤول، واتخذت 22 دولة أخرى إجراءات فرض الحجر الصحي.
وسُجّلت أول إصابة في الفاتيكان الخميس، وكذلك أول إصابة في الكاميرون وهو فرنسي وصل إلى ياوندي في 24 فبراير (شباط). في صربيا، أُبلغ عن أول إصابة لرجل زار المجر. أما في سلوفاكيا، فالمصاب هو رجل قادم من البندقية.
في مصر، أعلنت السلطات تسجيل 12 إصابة من بين أفراد طاقم سفينة سياحية في النيل.
يهرع الأشخاص لشراء الأقنعة الواقية والمواد المعقمة والقفازات أو حتى البزة الواقية إذ إنها الوسائل الوحيدة الحامية من الفيروس في غياب اللقاح. ولضمان وجود إمدادات كافية، لجأت الكثير من الدول إلى إصدار مراسيم لمنع تصدير اللوازم الطبية.
ويكشف الوباء عن الثغرات في الأنظمة الطبية. ففي الولايات المتحدة، سلطت كبرى نقابة الممرضين الضوء على حالة العديد من المستشفيات غير المستعدة لمواجهة الوباء وعبرت عن القلق إزاء نقص المعدات والمعلومات لدى العاملين في الرعاية الصحية وعدم حصولهم على التدريب اللازم.
ووافق الكونغرس بالإجماع تقريباً على خطة طارئة بقيمة 8.3 مليارات دولار لتمويل جهود مكافحة الفيروس الذي أصاب أكثر من 180 شخصاً وخلف 12 وفاة على الأقل في البلاد.
وأقر نائب الرئيس مايك بنس، المسؤول عن تنسيق الاستجابة للوباء، بأن البلاد ليس لديها ما يكفي من اختبارات تشخيص الوباء لتلبية الطلب المتوقع.
واتخذت معظم حكومات الدول المتأثرة بالوباء تدابير وقائية أخرى مثل إرجاء أو إلغاء أحداث واسعة النطاق.
وتتأثر المسابقات الرياضية الواحدة تلو الأخرى بسبب الوباء وآخرها كان سباقات الدراجات الإيطالية.
وأرجأت بوليوود اليوم الجمعة، حفل توزيع جوائز الأكاديمية الهندية الدولية للسينما بسبب انتشار الفيروس، الذي كان يُفترض أن يُقام في 27 مارس (آذار) في إندور في وسط الهند.