اعتبر رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتونس، شفيق صرصار، اليوم السبت، إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 14 من ديسمبر/ كانون أول المقبل، في حال سحب الطعون المقدمة على نتائج الجول الأولى أمر "وارد".

وفي تصريح خاص لـ"الأناضول"، قال صرصار "إذا صح ما وقع الاتفاق عليه من سحب الطعون أو عدم الاستئناف، فالعودة إلى تاريخ 14 ديسمبر (كانون أول المقبل) واردة، وعلى ضوء قرارات المحكمة الإدارية ستضبط المواعيد القادمة".

وأوضح صرصار، خلال مشاركته باجتماع اللجان الفرعية، في مدينة سوسة (شرق)، لتقييم أداء الجولة الأولى في الانتخابات التي جرت في 23 الشهر الجاري أن "التاريخ المتوقع للجولة الثانية مرتبط بقرار المترشح صاحب الطعون (المنصف المرزوقي) وما ستفضي إليه الوساطات بين الرباعي الراعي للحوار والمرزوقي".

ويضم الرباعي الراعي للحوار في تونس (الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والرابطة التونسية لحقوق الانسان والهيئة الوطنية للمحامين).

وقال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية، اليوم، إنه التقى الرئيس المرزوقي لإقناعه بسحب الطعون التي قدمها في نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت الأسبوع الماضي، وذلك بحسب تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام محلية.

وكان المرزوقي قدم، أمس الجمعة، طعونا في نتائج الانتخابات الرئاسية تتمثل في الاعتداء عليه يوم الاقتراع ومحاولة منعه من الإدلاء بصوته، إضافة إلى خرق الصمت الانتخابي، وغياب الحياد، فضلا عن التدليس والتزوير، كأن يجد الناخب من وقع أمام اسمه في مكتب الاقتراع.

من ناحيته، نفى أنور الغربي، نائب مدير حملة محمد المنصف المرزوقي الرئاسية، للأناضول، اليوم، أي نية لديهم في سحب الشكاوى (الطعون).

وأضاف أن محامي الحملة أعلمهم أن المحكمة الإدارية بتونس، الجهة صاحبة الاختصاص القضائي للنظر في الطعون، قد حددت الاثنين المقبل للنظر في الطعون التي قدموها باسم حملة المرزوقي.

وأقر رئيس الهيئة شفيق صرصار، في تصريحات إعلامية على هامش اجتماع سوسة، اليوم، بوجود عدة أخطاء شابت العملية الانتخابية قائلا إنّه "لا توجد انتخابات من غير أخطاء ولكنها لم تؤثر على نجاح الانتخابات التي مرت في ظروف طيبة، وتمكنت الهيئة من الإعلان عن النتيجة الأولية في ظرف لا يتجاوز 36 ساعة من بداية الاقتراع".

وفيما يتعلق بالخطاب المتشنج للمترشحين للجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية، ذكر صرصار أن الهيئة أصدرت بيانا واعتبرت ذلك "منعرجا خطيرا رغم نجاح كامل المسار الانتخابي، واليوم كأننا نعيش بعض الانزلاق الذي يهدد المواصلة في المسار الانتخابي".

وأضاف قائلا "أكدنا على أن كل خطاب يدعو للعنف والكراهية ممنوع قانونا وهو جريمة انتخابية قبل أن يكون لعبا بالمسؤولية التاريخية"، متابعا "الوضع اليوم غير مستقر تماما لذلك علينا أن نتكاتف على أساس تهدئة الجو".

وحصل الباجي قايد السبسي مرشح حركة نداء تونس على 39.4 % من الأصوات في انتخابات الرئاسة التونسية، فيما تحصل محمد المنصف المرزوقي المرشح المستقل على 33.4 % من الأصوات، ما يعني اجراء جولة ثانية بينهما أواخر ديسمبر/ كانون أول المقبل (كان محددا لها 14 من نفس الشهر)، بحسب نتائج رسمية نشرتها، أمس، الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس.

وخلال اليومين الماضيين، تلقت الانتخابات التونسية، إشادات من عدة دول، والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، ووصفت بـ"النزيهة والشفافة".