رأى رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب يوسف العقوري، أن الحوار الصادق والرغبة الحقيقة في إعادة الاستقرار إلى ليبيا هو "المفتاح الرئيسي" لحل الأزمة في البلاد، لافتا إلى أنه ومن الضروري أن تعطي لجميع الليبيين فرصة ليحاورا بعضهم دون تدخل من الخارج، وأن يكون حوار صريحا يشارك فيه الجميع دون إقصاء لأحد... وللمزيد من التفاصيل بشأن الأزمة الليبية وتطوراتها ومستجدات الملف في ظل الصراع الدولي، ولتسليط الضوء على مواقف الدول المعنية بالشأن الليبي، كان لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية" هذا الحوار مع رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب يوسف العقوري، وإلى نص الحوار


بداية.. ما تقييمك للصراع الدولي حول ليبيا؟

نحن نرى بأن ليبيا أصبحت ساحة لصراع مصالح القوى الدولية، وهذا أصبح يعيق التوصل إلى تسوية تعيد الاستقرار للبلاد، بل أصبح يهدد استقرار المنطقة ويهدد بمجابهة دولية على الأراضي الليبية، ويجب أن يكون للمجتمع الدولي موقف حاسم تجاه ذلك.


ما تعليقكم على المبادرة المصرية وما أعقبها من خطاب السيسي بأن الجفرة وسرت خط أحمر؟

خطاب الرئيس المصري هو دعم لإعلان القاهرة من أجل وقف الاقتتال الفوري والعودة للحوار السياسي ونحن نقدر الدور المصري الداعم لاستقرار ليبيا، كما أن هناك ارتباط وثيق بين الأمن في ليبيا ومصر. ولابديل عن التنسيق بين البلدين في حال تعرض ليبيا لغزو أجنبي.


في الجانب الأخر.. ما رأيكم في رد الفعل التركي تجاه خطاب السيسي؟ 

نجد أن الحكومة التركية لاتزال تمارس سياستها العدوانية الساعية لأجنداتها الخاصة التي لا تهمها استقرار المنطقة، وأرى أنها بذلك تفوت فرصة للسلام والحفاظ على مصالح شعبها في المنطقة.


وماذا بشأن ردود الفعل المحلية والإقليمية والدولية على خطاب السيسي؟

المجتمع الدولي بصفة عامة والدول المعنية بالملف الليبي أعربت عن تأييدها لما ورد في خطاب السيسي، وذلك لأنه يأتي في سياق جهود التهدئة ووقف الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد كما يصب في جهود التهدئة وإعادة الاستقرار لشرق المتوسط.


فيما يتعلق بالموقف التونسي والجزائري تجاه الأزمة الليبية؟ 

الموقف الرسمي التونسي الذي يعبر عنه رئيس الجمهورية التونسية موقف إيجابي جدا، وكذلك الموقف الجزائري، فهما داعمان لوقف الاقتتال والعودة للحوار السياسي، والاهم إنهما رافضان بوضوح للتدخلات الأجنبية في المنطقة وسياسة المحاور. وذلك من منطلق ادراكهما بخطورة ذلك على استقرار الدول المجاورة لليبيا. ونحن أيضا نعول على دور مغاربي فعال لإعادة الاستقرار للمنطقة.


ما رأيك بالموقف الأمريكي؟ وماذا بشأن الموقف الروسي؟

الموقف الأمريكي أصبح إيجابيا ورافض للتصعيد ويحث أيضا على العودة للحوار السياسي كما انه أكد على شرعية مجلس النواب ودوره في حل الأزمة، وكذلك الموقف الروسي الذي شدد على أن الحوار السياسي هو الطريق الوحيد لحل الأزمة. نحن نثمن تلك الموقف ونؤكد حرصنا على علاقات متوازنة مع الجميع.


وماذا بشأن الدور الإيطالي والفرنسي؟

أصبح هناك تقارب في المواقف الأوروبية والبيان المشترك الصادر يوم 25 يونيو عن إيطاليا وفرسنا وألمانيا يؤكد ذلك، فقد حث بحزم على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار والعودة للحوار السياسي كما نص صراحة على ضرورة وقف نقل السلاح إلى ليبيا. فالدول الأوروبية بصفة عامة أصبحت ترى أن تصعيد العنف في ليبيا يهدد بشكل حقيقي أمنها واستقرارها.


كيف تابعتم الاجتماع الأخير لجامعة الدول العربية والقرار الصادر عنها؟ 

لقد أعربنا عن شكرنا لقرار الجامعة الأخير، وكان صدوره تعبيرا عن أحساس الجامعة بالمسؤولية تجاه تدهور الأوضاع في ليبيا والمنطقة العربية، واعتبرنا ذلك يصب في مصلحة الشعب الليبي والمنطقة ويعبر أيضا عن مواقف مجلس النواب الليبي، كما أبدينا آسفنا للدول التي تحفظت على القرار ودون أسباب مقبولة.


برأيكم.. ما هو السيناريو المتوقع أو المحتمل خلال الفترة القادمة؟

نتوقع العودة للحوار السياسي والعمل على مبادرة السيد رئيس مجلس النواب، كما نتوقع مزيد من الدعم الدولي من أجل التهدئة ورفض التدخلات الأجنبية. كما ستكون هناك مواقف أكثر حزما تجاه خرق قرارات مجلس الأمن بحظر السلاح في ليبيا.


أخيرا.. برأيكم ماهي خطوات حل الأزمة الليبية؟

هذا سؤال كبير، ولكننا نعتقد أن الحوار الصادق والرغبة الحقيقة في إعادة الاستقرار إلى ليبيا هو المفتاح الرئيسي ومن ثم سيكون دور الجميع، ومن المهم أن تعطي لليبيين فرصة ليحاورا بعضهم دون تدخل من الخارج ويجب أن يكون حوار صريحا يشارك فيه الجميع دون إقصاء لأحد، وسيكون لبعثة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي دور كبير في تيسير الحوار الوطني.