دعت جمعية «العدل والإحسان» الإسلامية المغربية المحظورة إلى حوار من دون «خطوط حمر»، معبرةً عن استعدادها لتأسيس حزب سياسي «وفق ميثاق وطني» مع كل الفرقاء.

وقال الناطق الرسمي باسم الجماعة فتح الله أرسلان في مؤتمر صحافي عقده في الرباط أول من أمس: «لا مناص لنا من الحوار للخروج مما نعيش فيه»، راهناً نجاحه بالتطرق إلى كل القضايا وجعله مفتوحاً «حتى يفضي إلى نتائج حقيقية».

وأبدى القيادي الإسلامي تصور الجماعة للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، موضحا أن «العدل والإحسان» تملك «تصوراً متكاملاً بشأن الانتخابات»، رافضاً أي اتجاه نحو تكريس التحكم في المشهد السياسي المغربي. ولفت أرسلان إلى الأوضاع الداخلية «المقلقة»، مشيراً إلى أن المغرب يشهد «احتقاناً يجسده تردي القدرة الشرائية للمواطنين وانتهاك حقوق الإنسان وتسجيل حالات تعذيب»، متوقعاً حدوث موجة جديدة من الانتفاضات العربية.

وقال إن أسباب الثورات «لا تزال قائمة» بفارق أن القادمة ستكون «أعتى» من السابقة. ودعا الدولة إلى إعادة النظر في موقفها من الجماعة «قبل فوات الأوان».

وفي سياق متصل، صرح القيادي في «العدل والإحسان» عبدالواحد المتوكل: «نحن مستعدون لتقديم أوراق تأسيس الحزب إذا سمحت لنا الدولة، لأننا لا نريد تكرار سيناريو حزب الأمة، ولن نقبل أن نتحرك في مربع ضيق». وأضاف: «نحن أمام خيارين إما نستميت ولن نحقق أي شيء أو نقدم تنازلات للوصول إلى توافق».

ورأى مراقبون أن موقف «العدل والإحسان» يعكس تحولات كبيرة طرأت على طروحات الجماعة التي كانت تعارض الديموقراطية، وتتبنى نهج الشورى وتعتبر المساجد بمثابة «برلمانات شرع الله». ومهدت لهذا التحوّل عندما أقرت تعليق مشاركتها في تظاهرات حركة ٢٠ فبراير الاحتجاجية. وعزت ذلك إلى خلافات في المنطلقات الفكرية، ودعت الأحزاب السياسية إلى حوار وطني لإقرار ميثاق عمل يلتزمه الجميع.

ويأتي موقف» العدل والإحسان» في وقت فتحت السلطات المغربية حواراً مع الفاعليات الحزبية حول القوانين التي تنظّم انتخابات البلديات والجهات ومجلس المستشارين العام القادم. كما ستسبق موعد الاستحقاقات الاشتراعية بما لا يقل عن عامين. وكان رئيس الحكومة عبدالإله بن كيران طلب إلى الجماعة الانتقال إلى تكوين حزب سياسي يعمل ضمن نطاق الشرعية، ودعاها إلى عدم تفويت الفرصة

على صعيد آخر، رفضت «العدل والإحسان» إعلان أبو بكر البغدادي «دولة الخلافة الإسلامية»، معتبرةً أنه «العبث بعينه». وشرح أرسلان موقف جماعته من الخلافة التي شكلت محور خلاف عميق مع النظام، معتبراً أن هناك قضايا كبرى أكثر إلحاحاً. وأضاف أن «الخلافة التي تريدها الجماعة، ليست مثل خلافة داعش أو طالبان».

*الحياة