حذر الخطيب السابق وأستاذ علم الحديث النبوي بجامع الشيخ عبد السلام الأسمر الفيتوري محمد العجيل، والباحث بمجمع ليبيا للدّراسات المتقدّمة، مما وصفها بـ "الزندقة الإعلامية"، لمحاولة تزوير الهوية والتاريخ الوطني الليبي.

وقال العجيل، في تدوينة نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الجهات المؤدلجة التي قامت بالعمل الدرامي "زنقة ريح"، تزعم أنها تتناول مسائل التاريخ الوطني وهوية البلاد، لكنها تعرضها بشكل سلبي عمدًا، وتضع الهوية والتاريخ في إطار من الانتقاص والتزوير وعدم الوفاء، وربما يصل الأمر إلى حد الالتقاء أو الاتحاد مع الآراء المتطرفة الممارسة للعنف من أجل إلغاء ما لا تراه صحيحا.

وتابع، "في الحلقة السادسة من مسلسل "زنقة الريح" الذي يُعرض على قناة "سلام" وفي الدقيقة 44:16 من الحلقة خاطبت المرأة زوجها بعبارة "ربي يثبت علينا عقولنا" جاءت بمثل تلمز فيه، لا ينبغي أن يقال. ثم قالت: نقصد البي لطفي، الراجل المتعلم المبسوط يتبع في الدراويش ويدير زيهم. فأجابها: البركة في جدودك العصمليين الي جابوهولن ونشروه بيننا. فقالت: اجدودي فالحين دروشوكم بيش قدروا يحكموكم ثم قال: مش تقول ولد شيخ رسمي. فقالت له: غير راك تلعب بالموس تجيب مسارينك كدس، فقال: لا موس لا منجل، أنا جديب ورقيص بس".

وأضاف العجيل، "في هذا السيناريو مجموعة إشكالات: الأول: أين وجد الكاتب هذه المعلومات التاريخية، أم أنها مفروضة عليه ضمن "المراجعات" و"المصادر" التاريخية التي رُوجعت من كُتب "الدكتور علي الصلابي". طبعًا لا نعرف للصلابي في دراساته حول ليبيا إلا محاولات التزوير للتاريخ، من خلال لمز التصوف، ونسبة الطرق إما للابتداع أو لمحمد عبد الوهاب، للاستزادة تُراجع كُتب الصلابي! الثاني: أسلوب الصياغة والاستهزاء، ولا ندري ما هي الصورة التي يُريد إرسالها المخرج للآخرين من خلال هذا المشهد! الثالث: التصوف فقد العقل، وكأنّ الكاتب والمخرج لم يقرؤا تاريخ ليبيا وعلمائها، وكيف أنهم جميعا من أهل مدرسة التصوف المصلحين، وأدوارهم العلمية والثقافية والدعوية والإنسانية الكبرى والجهادية ضد المستعمرين الغزاة، وكل ذلك موجود في المصادر لمن أراد المطالعة والاطلاع! الرابع: دعوى أن العثمانيين هم من جاؤوا بالتصوف ونشروه في ليبيا، وأنهم فعلوا ذلك ليتحكم العثمانيون في ليبيا! وكأنهم لم يقرؤوا تاريخ ليبيا. قال الإمام سحنون: رأيتُ بطرابلس رجالا ما الفضيل بن عياض بأفضل منهم. وقال الإمام ابن عبد الدائم الطرابلسي في قصيدته الطويلة التي دافع بها عن طرابلس، وشرحها ابن غلبون في التذكار ص246:

وكم مِن أُويْسِيّ بها ذي معارف .... وكَم من جُنيديّ على شُرفاتها

بها فضلاء ما الفُضيل يفُوقهم .... فوراس أنجاد وهم من حماتها

قد اختارها الزروق دارا وموطنا .... كذا ابن سعيدٍ مُقتد بهداتها

تواترت الأقطاب تترى بأرضها .... وكم سيد رام المقام بذاتها

...... قال ابن غلبون ص248 في الشرح: ... وأما أهل الأحوال فهي مشهورة بإقامة أهل الصدق بها قديما وحديثاولم تزل على ذلك.

.... "وأما موافقة أهلها الإمام أبا القاسم الجنيد بن محمد القواريري سيد طائفة أهل عصره وإمام من بعدهم في الدعوة إلى الله، على أصول الكتاب والسنة"..... وذكر جماعة منهم فقال ص249:

" وممن كان على سنة الجنيد رضي الله عنه وهو بطرابلس الغرب العارف بالله تعالى عبد الله الشعاب" الإمام الشعاب توفي سنة 243هجري- قبل مجي الأتراك ب700 عام.

الخامس: لمز الأشراف وآل البيت، الذين نصلي عليهم في التشهد الأخير من الصلوات: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم".

السادس: الحديث عن السكاكين والرقص والجذب، تلبيسًا وتزويرا أن مجالس الذكر كانت كذلك، وما مجالس الذكر إلا جلسات صفاء وأنس، تتلى فيها آيات من كتاب الله تعالى، وأناشيد ترقق القلوب، وأذكار لله تعالى " تهليل وتسبيح وتحميد، وصلوات على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.