انخرطت تركيا في الصراع الليبي منذ سنوات،ولكن معركة طرابلس التي انطلقت في الرابع من ابريل/نيسان الماضي كشفت بوضوح حقيقة الدور المشبوه الذي تلعبه أنقرة في دعم المليشيات.فمن تدفق سفن الموت المحملة بالأسلحة والمعدات العسكرية،مرورا بنقل العناصر الارهابية من سوريا والعراق نحو الأراضي الليبية،وصولا الى الطائرات المسيرة التي تسفك دماء الليبيين وتدمر بلادهم.

من ذلك،أعلن سلاح الجو التابع للجيش الوطني الليبي في بيان له، الجمعة، عن إسقاط 3 طائرات مسيرة تركية، كما أعلن تدمير كافة ثكنات الطائرات التركية المسيرة في مدينة مصراتة.

وبحسب البيان، فإن طائرتين أُسقطتا بمحيط معسكر "الجفرة" والثالثة قرب منطقة "الكفرة".

وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني الليبي: "دمرنا كافة تكناث الطائرات التركية المسيرة بمدينة مصراتة بعد استهداف عدة مواقع في المدينة من قبل سلاح الجو"، مضيفاً أن الطائرات الثلاث التركية المسيرة التي تم إسقاطها "لم تتمكن من تحقيق أهدافها"، وقالت: "استهدافنا القاعدة الجوية بمصراتة بسبب انطلاق الطائرات التركية المسيرة منها".

هذا فيما أعلن الجيش الوطني عن استهداف مركبات عسكرية لحكومة الوفاق حاولت التسلل إلى مدينة سرت شمال البلاد.

وفي وقت سابق من شهر سبتمبر الجاري، أعلن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري تمكن قوات الجيش من صد هجوم مدعوم بطائرات تركية مسيرة، نفذته ميليشيات طرابلس في محيط العاصمة.

وكان المسماري قد أوضح في مقابلة سابقة مع "سكاي نيوز عربية"، طبيعة الدور التركي وتدخلات أنقرة في بلاده، قائلا إن الجيش الليبي اكتشف تورط أنقرة في ليبيا منذ بداية معركة بنغازي في 2014.

ولفت إلى أن قوات الجيش عثرت على صور تظهر إرهابيين كانوا يقاتلونه في عملية "الكرامة" في بنغازي، وهم يتلقون العلاج في المستشفيات التركية.

وتابع أنه "بعد تحرير بنغازي، عثر الجنود على متفجرات وأسلحة وذخائر تركية، لكن أنقرة حينها كانت تحارب الجيش الوطني عبر قناعي الإخوان والقاعدة، إلا أن القناعين سقطا في معركة طرابلس التي انطلقت منذ أبريل الماضي".

وأكد المسماري أن "الجيش يحارب العسكريين الأتراك الذين يسيطرون على الطائرات دون طيار، والخبراء الذين يدربون مسلحي ميليشيات طرابلس"، لافتا إلى أن "المتغير في معركة طرابلس هو دخول الأتراك بشكل مباشر، ولذلك قمنا بقصفهم بشكل مباشر".

واعتبر المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أن هناك "معركة مفتوحة بين الجيش الوطني الليبي والأتراك" في العاصمة الليبية..

من جانب آخر، نشر موقع ذا مونيتور المتخصص في التحليلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط تقريرا للصحفي التركي فهيم تاشتكين، يتحدث فيه عن الفائدة المالية التي تعود على عائلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من بيع الطائرات بدون طيار إلى الميليشيات المؤيدة لحكومة الوفاق.

وقال تاشتكين، في تقرير تابعته وترجمته "بوابة إفريقيا الإخبارية"، إن حرب الطائرات بدون طيار التي شملت تركيا في ليبيا قد تصاعدت في الأسابيع الأخيرة، حيث يواصل الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر -المدعوم من عدة دول عربية-استهداف طرابلس. وفي حين أن ظهور الطائرات التركية بدون طيار في مسرح الحرب هو علامة لا لبس فيها على دعم أنقرة لقوات طرابلس ومصراتة، إلا أن صراع الطائرات بدون طيار بين تركيا وداعمي حفتر له جانب أقل وضوحاً، ألا وهو ارتباطه بعائلة الرئيس رجب طيب أردوغان.

وأولى أردوغان أهمية كبيرة لتطوير قطاع صناعة الدفاع في تركيا، حيث يعتبر صهره شخصية طموحة. ظلت صناعة الدفاع على المسار الصحيح على الرغم من الأزمة الاقتصادية في تركيا التي تركت القطاعات الأخرى تكافح من أجل البقاء واقفة على قدميه. ونما الاقتصاد التركي بنسبة 2.6 ٪ فقط في العام الماضي وتضرر من الركود في الربع الأخير، ولكن النمو في قطاع الدفاع بلغ 17 ٪. يتوقع ممثلو الصناعة أن يصل الرقم إلى 20٪ هذا العام.

وحصل إسلاميو ليبيا من تركيا على نوعين من الطائرات المسيرة بما يمكنهم من شن هجمات على أهداف بشكل مباشر بمتفجرات خفيفة قادرة على قتل أشخاص.

وقتل ثلاثة بينهم قياديان من قوات الجيش الوطني الليبي الجمعة في ضربة جوية بطائرة مسيرة يعتقد أنها تركية على مدينة ترهونة. كما نفذت طائرة تركية أخرى هجوما على القاعدة الجوية بالجفرة.

يرى مراقبون أن هذا الدور التركي المتنامي الذي تلعبه في الساحة الليبية مرده السعي لأخذ نصيب وافر من  مشروعات إعادة الإعمار التي تتنافس عليها الدول، لتوفير أكبر حصة لشركاتها الوطنية في مقاولات هذه المشروعات الضخمة، لا سيما في بلد نفطي غني مثل ليبيا، يمكنه تسديد جميع نفقات إعادة الإعمار بسهولة