تطرَق الموقع الإيطالي سيناريو إيكونوميشي إلى سقوط ليبيا في أتون الفوضى وتداعيات ذلك على المصالح الغربية والإقليمية ، خاصة من الناحية الاقتصادية.

 وذكر أن ليبيا تعيش حاليا حالة من الانقسام والتفكك جراء الصراع المستمر بين "الميليشيات المسلحة" من أجل السلطة والنفوذ، معتبرا أن هذه الاضطرابات القائمة أصبحت مصدر قلق للدول الغربية والإقليمية، نظرا لتأثيراتها السلبية على مصالحهم الأمنية والاقتصادية، خاصة وأن ليبيا تعد بلدا غنيا بالموارد الطاقية، فضلا عن قربها الجغرافي لإيطاليا وأوروبا.

انقسام

 وأشار موقع سيناريو إيكونوميشي إلى أنه غداة مرور ثلاث سنوات على مقتل القذافي، تشهد ليبيا انقساما مؤسسيا في ظل وجود حكومتين وبرلمانين: مجلس النواب المنتخب في 25 يونيو 2014 -المعترف به دوليا والمنعقد إلى مدينة طبرق على الحدود المصرية والذي عين عبد الله الثني رئيسا للحكومة-، والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته والمدعوم من قبل "الميليشيات الإسلامية" التي تسيطر على العاصمة طرابلس، وقد عين عمر الحاسي رئيسا لـ"حكومة إنقاذ وطني، فيما يخضع جزء كبير من بنغازي لسيطرة "الجماعات الجهادية" وعلى رأسها تنظيم "أنصار الشريعة."

 وأضاف أن التدخل العسكري لفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة في ليبيا سنة 2011 دمر بالأساس اقتصاد أكبر منتج للنفط في شمال أفريقيا، حيث تراجع إنتاج وتصدير المنتجات البترولية بشكل ملفت.

وففي الأسبوع الماضي أطلق اللواء المتقاعد خليفة حفتر هجوما جديدا على بنغازي ضد جماعات "الإسلاميين" المدعومين من قطر، وخلال بداية هذا الشهر أعلنت "ميليشيا"  مرتبطة بـ تنظيم "أنصار الشريعة" في درنة عن بيعتها لما يعرف بـ"الدولة الإسلامية"، هذا ويبدو أن ما يحصل في ليبيا يعد أبعد ما يكون عن الديمقراطية التي زعمت القوى الغربية نشرها عبر التدخل العسكري والإطاحة بنظام القذافي.

نتائج

 ولفت الموقع الإيطالي إلى أنه إضافة إلى سقوط نظام القذافي ، يبقى أكبر الخاسرين من تداعيات الحرب التي شنت ضد ليبيا الشعب الليبي ، حيث وقع تفقيره وتركه يعيش في حالة من الحرب الأهلية، لم تهدأ إلى حد الآن، هذا وأصبح جانب  من بلدان شمال أفريقيا يعاني من عدم الاستقرار، فضلا عن فقدان إيطاليا شريكا استراتيجيا في المنطقة، علاوة على انخفاض إمدادات الغاز القادمة من ليبيا إلى حدود 40%، ويبدو أن أكبر مستفيد في ليبيا الآن هم "الإسلاميون" الذين يسيطرون على أغلب مناطق البلاد، إذ لم يكن لهم وجود فعلي إبان حكم القذافي، كما أنه من الصعب الاعتقاد أن كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، قد استفادت من الكارثة الحاصلة في ليبيا.

وأفاد أن من أكبر نتائج هذه الكارثة الانخفاض الحاد في صادرات النفط والغاز، الأمر الذي يصب في مصلحة الدول المنتجة الأخرى ( الولايات المتحدة والشرق الأوسط وروسيا)، ففي

صورة عودة إنتاج النفط الليبي إلى مستواه الطبيعي، الذي يرجح أن يصل إلى مليون برميل يوميا، سيؤثر ذلك بصفة وحشية على الأسعار العالمية للنفط الخام، التي تشهد بدورها حاليا انخفاضا حادا بسبب طفرة  الإنتاج لدى  الولايات المتحدة.