يعتبر الصادق الغرياني أحد أبرز العناوين الداعمة للإرهاب والفوضى في ليبيا ،بسبب مواقفه السياسيّة المنحازة والمثيرة للجدل ،وفتاويه التي تخلّف في كلّ مرّة موجة واسعة من الانتقادات بسبب إذكائه لنيران الحروب والتقاتل في البلاد.

وطيلة الحرب على ليبيا في العام 2011 ،كان الغرياني يكرّر دعوته بشكل يومي الى تقاتل أبناء البلد الواحد بين بعضهم البعض ،والدّعوة الى ما أسماه بـ"الجهاد ضد كتائب القذّافيمن أبناء الليبيين ،في حرب خلفت مئات الآلاف من القتلى والمشرّدين والمهجّرين ،وخلّفت بلادا عائمة في الخراب والتناحر والفوضى والدمار وسطوة العصابات والميلشيات.

ومع إنطلاق عملية الجيش الليبي بطرابلس،أعلن الغرياني رفضه لهذه العمليّة ،مشدّدا في كل مرّة على انحيازه ودعمه للجماعات ودعا الى القتال ضد من أسماهم "قوّات حفترمن أبناء الجيش من الليبيين ،مفتيا بهدر دم القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر ،وجنود القوات المسلحة العربية الليبية.

حيث حرّم مؤخرا تكرار الحج أو العمرة مرتين، ونصح كل من يريد الحج أو العمرة، أن يدفع الأموال للميليشيات المسلحة في بلاده، من أجل قتال الجيش الليبي في العاصمة طرابلس.

كما أفتى الغرياني بعدم جواز الصلاة خلف من يدعو لنصرة حفتر، قائلاً "لا تجوز الصلاة خلفهم ولا سماع كلامهم، لأنّ الحرام لا يجوز سماعه ولا تجوز رؤيته، وهكذا العلماء يقولون الحرام إذا كان شيء حرام لا يجوز لك أن تسمعه، ولا يجوز لك أن تراه، ولا يجوز للمسلم أن يصلي خلفهم أو يجلس عندهم أو يستمع لهم أو ينظر إليهم".

إلى ذلك، أصدر فتوى تقول "إن من ينضم إلى حفتر ويموت معه، يخشى أن يموت ميتة جاهلية، في حين كل من يقاتله ويموت فهو شهيد وفي سبيل الله".

لم تتوقّف حملات التحريض التي يقودها الغرياني الجيش الليبي فحسب بل طالت المبعوث الأممي غسان سلامة حيث دعا المفتي المعزول الصادق الغرياني الشعب الليبي "للخروج في مظاهرات عارمة عليه، والمطالبة بطرده من البلادبالتزامن مع حملة يقودها أئمة مساجد متشددون، ومسؤولو جمعيات إسلامية في الغرب الليبي، وخاصة في مدينة مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلستتبنى النهج نفسه، وتواصل توجيه الاتهامات إلى سلامة، ووصفه بألفاظ نابية.

وجاءت هذه الانتقادات الموجهة إلى سلامة على خلفية الإحاطة الأخيرة، التي تقدم بها أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي، والتي تحدث فيها عن «وجود مرتزقة أجانب وجماعات متطرفة، يشاركون في القتال إلى جانب قوات حكومة (الوفاق، الأمر الذي أغضب جميع الكيانات السياسية والعسكرية والاجتماعية والدينية في الغرب الليبي.

وقال الغرياني المُدرج على قائمة الإرهاب إن "سلامة يحرض الدول الكبرى، مثل روسيا وأميركا، على ضرب ليبيا بمزاعم مكافحة الإرهاب"، ورأى أن الاكتفاء بالاستنكار وإدانة إحاطة سلامة من حكومة "الوفاقووزاراتها "أصبح لا يجدي، وعليها أن تعمل على مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بإنهاء مهمته في البلاد، واستبداله فوراً".

وزاد الغرياني من هجومه على سلامة، بالقول إنه "ارتكب جناية بحق الليبيين"، عندما قال أمام مجلس الأمن إن "إرهابيين يقاتلون في صفوف قوات الوفاق"، متسائلاً: "كيف لليبيين بعد هذه الأكاذيب أن يرضوا بالسكوت عن المبعوث الأممي، ولا يخرجوا بالآلاف للتنديد بتصريحاته، ويطالبون بإنهاء بعثته؟"، واعتبر أن سلامة أصبح "رجلاً معتدياً يعمل على تدمير ليبيا مثل سوريا واليمن، والسكوت عليه من المسؤولين عار وخيانة للأمة وللأمانة".

وجاء تحريض الغرياني، الذي أطلقه مساء أول هذا الشهرعبر فضائية "التناصح"، التي تبث من تركيا أين يقدم برنامجاً أسبوعياً عبر قناة نجله سهيل.

في ذات السياق،قال أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي: "إن مفتي الجماعات الإرهابية، الصادق الغرياني، الذي أفتى بتكفير البعثة الأممية، هو من يقف وراء العملية الإرهابية التي شهدتها مدينة بنغازي، السبت الماضي، والتي استهدفت موظفي البعثة الأممية في ليبيا".

وبيّن المتحدث باسم الجيش، أن السبب الرئيسي وراء التفجير هو خشية المليشيات الإرهابية وزعمائهم من استقرار أعضاء بعثة الأمم المتحدة بالمدينة، وبالتالي حاولوا إظهار أن مدينة بنغازي غير آمنة.

ولفت المسماري، إلى أن التكفير في فقه الإخوان والجماعات الإرهابية هو إشارة للتنظيمات الإرهابية بتنفيذ عملياتها، مؤكدًا أن تفجير بنغازي مدبر من قبل الصادق الغرياني، وعبد الحكيم بلحاج زعيم الجماعة المقاتلة، وعدد من الإرهابيين الهاربين بتركيا.

يرى مراقبون أن الدور الذي يلعبه الغرياني في ليبيا بتوجيه من دول أجنبية لها مصلحة في مزيد تأزيم الأمور ما لم يتمكن حلفاؤها من التمكن من السلطة في البلاد حيث يصدر الغرياني فتاويه تحت الطلب و بالمقاس ما يرفع عنه أي صدقية تفترضها خلفيته الدينية.