اشترط الجنرال محمد موسى دافان، رئيس تحالف "السيليكا" (ائتلاف قوى سياسية وعسكرية مسلمة) بالإنابة، في أفريقيا الوسطى، إشراك ممثّلين شرعيين عن التحالف، في عملية المصالحة الوطنية مع ميليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية والتي بادرت بها منظمات غير حكومية.وقال دافان، في مقابلة مع وكالة الأناضول، إن "السيليكا وقادتها لا يسعهم سوى دعم أي مبادرة تدعو إلى استعادة السلام في أفريقيا الوسطى، وإنقاذ البلاد من دوامة العنف".

يأتي ذلك غداة اجتماع مسؤولين من "السيليكا" بنظرائهم من "الأنتي بالاكا" في لقاء مغلق أمس بوساطة من منظمة "باريتو" الحقوقية غير الحكومية، وشهد اللقاء "مصافحة تاريخية" بين شقي الصراع.ومثّل "الأنتي بالاكا" في اللقاء وفد من التنسيقية السياسية للميليشيا المسيحية، قاده إدوارد باتريس نغيسسونا المنسق العام للأنتي بالاكا، فيما مثل السيليكا وفد يقوده عبدولاي حيسان، المنسق السياسي للمكتب السياسي المؤقت للحركة.

وأعرب الجنرال دافان عن تحفّظه إزاء ما قال إنه إهمال منظمة "باريتو" دعوة ممثّلين شرعيين عن "السيليكا" لعملية الوساطة التي تقودها، وأبرزهم الرئيس السابق، ميشيل دجوتوديا، والجنرال نور الدين آدم، بالإضافة إليه هو (دافان)"، وكلهم من القيادات، الذين أقرتهم الجلسة العامة للسيليكا، المنعقدة العام الماضي.ومضى دافان قائلا إن مهمّة عبدولاي حيسان تقضي بـ "التحضير للجلسة العامة المقبلة للسيليكا، وليس لعب أي دور سياسي، وهو ما يعني أنّ الشخصيات المذكورة تظلّ الممثل الشرعي للحركة، إلى حين انعقاد الجلسة القادمة، والتي ستنعقد خلال أيام".

على الجانب الآخر، قال المنسق العام للجناح الجنوبي في "أنتي بالاكا"، سيباستيان وينيزوي، لوكالة الأناضول، إن "منظمة "باريتو لم تتواصل معنا بشكل دائم بخصوص موضوع الوساطة الذي تقوده".وتابع وينيزوي أن حركته "تقوم بالتنسيق مع اثنتين من المنظمات غير الحكومية، أحداها محلية، وهي  (دي. آر. سي)، والثانية دولية (مودا)، وكلاهما ينشط في مجال حل النزاعات وإحلال السلام.وأضاف "أحرزنا تقدّما فيما يتعلق بالمصالحة الوطنية، والعمل بنشاط مع المنظمتين غير الحكوميتين".

وختم وينيزوي بأن "جهودا تبذل من طرف بعض عناصر أنتي بالاكا والسيليكا لتنظيم مؤتمر صحفي مشترك، يوم الجمعة القادم، يجمع طرفي النزاع".وانحدرت أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، في مارس/ آذار من العام الماضي، إلى دوامة من العنف بين المسيحيين والمسلمين، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا"، ذات الغالبية المسلمة، بالرئيس فرانسوا بوزيزي، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب في عام 2003، ونَصَّبت بدلاً منه المسلم "ميشيل دجوتويا" كرئيس مؤقت للبلاد.