أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، أنه ملتزم بدعم الشعب الفلسطيني في قضيته، واصفاً «صفقة القرن» بـ«التعبير الإعلامي»، فيما دعا الرأي العام الإسرائيلي إلى اغتنام «فرصة عظيمة للسلام» متاحة في الوقت الراهن. وشدد الرئيس المصري على أن أي دولة لا يمكن أن تحقق النجاح من دون وجود الأمن والاستقرار.

وانطلقت، أمس، فعاليات اليوم الثاني والأخير للمؤتمر الوطني السادس للشباب، بجامعة القاهرة، بحضور السيسي، ورئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي، وعدد من المسؤولين المصريين.

ويحضر المؤتمر نحو 3000 شاب من الجامعات والأحزاب والشخصيات العامة والبرلمان وأوائل الثانوية العامة والتعليم الفني، لمناقشة أبرز الاستراتيجيات التي تتبناها الدولة في مجال التعليم والصحة وبناء الإنسان المصري.

وقال السيسي، خلال كلمته، رداً على سؤال عن تقارير وسائل الإعلام عما يسمى «صفقة القرن»، إن «هذا التعبير تعبير إعلامي، وليس سياسياً»، متابعاً: «مصر مواقفها واضحة، نحن مع كل قرارات الأمم المتحدة، نحن مع إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ونحن مع (الانسحاب الإسرائيلي) إلى ما قبل حدود 1967». وأضاف السيسي أن مصر «تحاول أن تكون عاملاً إيجابياً، وتمارس دورها بهدوء»، من أجل التوصل إلى تسوية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

واستطرد: «نحن في قطاع غزة ومع السلطة الفلسطينية نسعى سعياً حثيثاً للمصالحة حتى تكون هناك قيادة واحدة للتفاوض» مع إسرائيل.

وأضاف أن مصر تعمل على أن «تخفف ما أمكن المعاناة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني داخل قطاع غزة، لذلك خلال الشهرين الأخيرين ... كنا حريصين على أن يكون معبر رفح مفتوحاً، حتى نيسّر على أهالي القطاع ما أمكن». وشدد على أن مصر «لا تقبل (أي حل) لا يقبله الفلسطينيون»، و«لا أستطيع أن أوافق على شيء لا توافق عليه السلطة الفلسطينية».

وأكد الرئيس السيسي أن الشعب المصري قدّم الكثير من أجل الحصول على الأمن والاستقرار، مشدداً على أن الفداء يكون للوطن، وليس لشخصه. وتعقيباً على دعوات المصالحة، قال الرئيس المصري خلال جلسة «اسأل الرئيس»: «نجابه الإرهاب بلا هوادة، لا نُجري اتصالات ولا مصالحات.. أنتم من ستعملون على المصالحة». وأفاد السيسي بأنه لم يكن هناك أي شكل من أشكال التآمر على النظام السابق، مشيراً إلى أن الجيش لم يتحرك إلا عندما استدعاه الشعب.

وأضاف: «أقسم بالله ما كان فيه تآمر من الجيش على النظام السابق (الإخوان).. وكنا نعرف منذ الثلاثة شهور الأولى في عام 2013 أن الدولة تدخل في نفق مظلم». وأوضح أن البيان الذي أصدره قبل 30 يونيو 2013 كان من أجل مطالبة الجميع بإيجاد حل قبل أن تدخل البلد في نفق مظلم، مؤكداً أن البيان كان من واقع الإحساس بحجم الخطر.

وشدد على عدم إمكانية نجاح أي نظام في الدولة، مثل التأمين والتعليم والاستثمار والتنمية، إلا بالاستقرار والأمن. وقال، خلال جلسة تطوير منظومة التأمين الصحي، إن ما تحقق في السنوات الأخيرة كان محاولة للحفاظ على الدولة المصرية وتثبيتها وعدم الانزلاق إلى ما يحدث في الدول الأخرى. وأوضح أن الدول التي ينادون بنجاحها، مثل اليابان وأميركا وبريطانيا ودول أخرى، لم تتعرض في تاريخها المعاصر لحالة من عدم الاستقرار العميق.