واكب تسارع خطوات التقدم التكنولوجي نهضة كبيرة على صعيد الهواتف الذكية، التي صارت في متناول الجميع، وتحولت أيضا إلى شيء لا يستطيع الإنسان الاستغناء عنه.

يوميا، نجد العديد من الأشخاص الذين يسيرون في الشوارع وهم يدققون النظر بهواتفهم الذكية، ليظهر مصطلح جديد استمد من هذه الظاهرة، وهو "سمومبي"، المختصر من "سمارت فون أو الهاتف الذكي" و"زومبي".

بسبب انتشار هذه الظاهرة، فرضت حكومات عديدة غرامات على الأشخاص الذين يتجولون في الأماكن العامة مستخدمين هواتفهم، لأن هذا قد يسبب وقوع الحوادث، كما أوجدت بعض البلديات غرامات على عدم اتباع بعض الخطوات التحذيرية أو الإرشادية.

ومن البلديات التي فرضت غرامات، مدينة أوجسبورج الألمانية، التي أصدرت إنذارات خاصة على معابر المشاة باللون الأحمر في حال سير حركة المرور عليها، نظرا لكون الكثيرون من الأشخاص يكونون مشغولين بهواتفهم ولا ينظرون إلى إشارات المرور.

ومن الجانب النفسي، حلل علماء النفس هذه الظاهرة، وسموها "الفومو" أو الخوف من الضياع، واشتقوها من عبارة " Fear of missing out" بالإنجليزية، والخوف من فقدان شيء مهم.

وذكرت دراسة ألمانية أن العديد من الناس لم يعودوا يتذكرون كيف يستطيعون الاستمتاع بأوقات فراغهم، وغالبا ما يتحول ذلك إلى توتر، إذ يقضي الكثيرون من الأشخاص أوقات فراغهم على مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لتقليد النجوم والمشاهير على هذه المواقع.

ويتسبب الاستخدام الدائم والمتواصل للهواتف في مشاكل جسدية عديدة، منها أوجاع الرقبة نتيجة لخفض الرأس باستمرار بالإضافة للصداع وآلام أسفل الظهر.

وأكد الخبراء بأنه لا يمكن الاستغناء عن استخدام الهواتف الذكية بشكل دائم، ولكن اقترحوا التقليل من استخدامها، بالإضافة لعدم استخدام الهاتف قبل فترة النوم.