كشفت عملية « طوفان الكرامة » التي يقودها الجيش الوطني الليبي لتحرير العاصمة طرابلس من نفوذ الميلشيات والجماعات الإرهابية ودواعش المال العام ، عن وجود قوات أجنبية كانت تعمل لفائدة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير المعتمدة ، بينما إعترفتوزيرة الدفاع الإيطالية إليزابيتا ترينتا بأنهناك “وحدة عسكرية إيطالية  تضم حوالي 400 عنصر إجمالياً” و أن “مقر قيادة البعثة الثنائية للمساعدة والدعم في ليبيا (ناف كابري)، يواصل في هذه الأيام العمل في ميناء طرابلس، لتوفير أنشطة الدعم لخفر السواحل والبحرية الجيش الليبي”، وذلك “بناء على طلب السلطات المحلية نفسها”. وفق تعبيرها

وأردفت الوزيرة “كما يوجد في طرابلس أيضًا، فريق متنقل مختص بالتدريب وتوفير الدعم الفني والخاص بالبنية التحتية، لقوات الأمن الليبية”. وخلصت الى القول إنه “تتواجد في مصراتة فرقة أبقراط في مستشفى مخصص لأنشطة الرعاية الصحية”.

وتشير تقارير  من روما الى  إن قوام القوة الإيطالية في قاعدتها بمصراتة هو 400 جندي و130 مركبة برية ومركبات بحرية وجوية، كما أنها توفر الرعاية الصحية والدعم والتدريب والتعليم لقوات الأمن والمؤسسات الحكومية الليبية، في حين أكدت مصادر مطلعة ل« بوابة افريقيا الاخبارية » أن جانبا كبيرا من هذه القوة يوجد بالقرب من الكلية الجوية بمصراتة التي ينطلق منها طيران تابع لحكومة السراج لقصف عدد من المناطق ، وهو ما حال دون رد مباشر من القوات المسلحة النظامية التي يقودها المشير خليفة حفتر بقصف مهبط الطائرات في مطار الكلية كما حدث في قاعدة معيتيقة

و 7 ابريلأعلنتالقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"،إجلاء جنود أمريكيين كانوا يتولون مهمة دعم مؤقتة للقيادة الأمريكية الإفريقية، من ليبيا، استجابة للظروف الأمنية.

جاء ذلك في بيان لـ"أفريكوم"، نشر على موقعها الإلكتروني، بعد أن شهدت قرية البلم سيتي، والمعروفة بقرية النخيل بمنطقة جنزور، غرب العاصمة الليبية طرابلس، عملية إجلاء قيل إنها لموظفين أجانب بواسطة سفينة.

ونقل البيان عن توماس وولدهوسر، قائد القيادة الأمريكية الإفريقية، قوله " الأوضاع الأمنية على الأرض في ليبيا تزداد تعقيدًا ولا يمكن التنبؤ بها".

غيّر أنه شدد على أنه رغم تعديل عدد القوات ـ بعد عملية الإجلاء ـ "سيستمرون في الحفاظ على دعمهم (لليبيا) في إطار الإستراتيجية الأمريكية الحالية".

وتعتبر قرية النخيل، المقر الرئيسي لأغلب المنظمات الدولية ومن بينها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، التي يرأسها غسان سلامة، وكذلك مقرا لبعض السفراء الأجانب.

وتتضمن مهمة القيادة الأمريكية الإفريقية في ليبيا، الدعم العسكري للبعثات الدبلوماسية وأنشطة مكافحة الإرهاب، وتعزيز الشراكات وتحسين الأمن في جميع أنحاء المنطقة.

و أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري أن القوات الشرقية تفاجأت بوجود عسكري أمريكي في طرابلس ، وقال في مؤتمر صحفي : "تفاجأنا بوجود قوات أمريكية في طرابلس لحماية البعثات الدبلوماسية".مشيرا الىإن هناك 300 جندي أمريكي في العاصمة الليبية، واصفا هذا العدد بـ"الكبير جدا".

وتشير مصادر وثيقة الإطلاع الى أن الولايات المتحدة أجبت عسكرييها بالفعل ، ولكن لا يزال يوجد عدد من المرتزقة الأمريكان يعملون لحساب حكومة السراج في كل من طرابلس ومصراتة ، من بينهم طيارون متهمون بقصف المدنيين ، بعد أن تسلموا مهمة قيادة طائرات الرئاسي عوضا عن الطيارين الليبيين الذين رفض أغلبهم القيام بمثل هذه المهام القذرة

وقال  السفير الليبي السابق والقيادي السابق قرين صالح نفس المشهد يتكرر الذي حدث في عام النكبة 2011 / كل الذين وقفوا ضد الجيش الليبي آنذاك يقفون غيرهم اليوم ضد المؤسسة العسكرية لا فرق بينهما أبداً يمارسون نفس الخيانة جميعهم يريدون أن تبقى ليبيا تحت سيطرة من أتى بهم الناتو والتنظيمات الارهابية المتطرفة المدعومة من قطر وتركيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا صانعة التطرف والإرهاب لكي تبقى ليبيا تحت سيادة تلك الدول الاستعمارية والدول الحاقدة على الشعب الليبي”.

وأضاف صالح “هل هذا يقبله عاقل من الليبيين؟” مردفا “من لم يقاتل اليوم لتحرير الوطن من الارهاب والعملاء والخونة والجواسيس ليس له أي مبرر إلا التولي يوم الزحف” .

وتابع صالح “الافريكوم الأمريكية كانت في طرابلس على الأرض لا علم لنا بها كل هذه السنوات العجاف غادرت بعد دخول المقاتلين إلى العاصمة والجيش الإيطالي كان ولازال في أبوسته ومصراته وكذلك الهنود وكل من هب ودب يجب أن يقول كل ليبي وكل ليبية رأيه بوضوح فيما يحدث لأن كل الذين يتقاتلون وتزهق أرواحهم هم ليبيون والتي تدمر هي بيوتهم ومنشآتهم والتي تهدر هي ثروتهم وثروة أبنائهم” .

وتساءل صالح “هل هذا هو الصواب في رأي الصامت والمتطرف” مضيفا “ليبيا اليوم بمن فيها تحترق فهل يمكن أن يعودوا أهلها إلى عقولهم ويحتكموا إلى كلمة سوى فيما بينهم” .

بدورها كانت الحكومة الهندية أعلنت عن إجلاء كل قواتها لحفظ السلام التي كانت منتشرة في العاصمة الليبية طرابلس وذلك بسبب تفاقم الأوضاع بشكل غير متوقع في المدينة.

وقالت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج في سلسلة من التغريدات التي نشرتها على حسابها الرسمي في تويتر: قد تفاقمت الأوضاع في ليبيا بشكل غير متوقع. ويدور قتال في طرابلس. لذا قامت السفارة الهندية لدى تونس بإجلاء كل الوحدة المتكونة من 15 عنصرا من قوات الشرطة الاحتياطية المركزية الهندية، من مدينة طرابلس.وأضافت الوزيرة قائلة: إنني أشيد بالعمل الممتاز الذي قامت به السفارة الهندية لدى تونس.علما بأن ليبيا تمر بأزمة سياسية عسكرية مستمرة منذ الإطاحة بنظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في عام 2011م.

ويرى  حسين الشارف، أستاذ علم الاجتماع في جامعة بنغازي،إن القوات الأجنبية التي تم إجلاؤها من طرابلس تطرح العديد من التساؤلات حول الأعداد والأماكن التي تتواجد بها القوات الأجنبية بالعاصمة، خاصة وان رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج نفى في تصريحات سابقة وجود أي قوات أجنبية على الأراضي الليبية.

وأشار إلى أن مدينة مصراتة تضم قوات من أمريكا وإيطاليا، فضلا عن الكتائب التابعة للجماعة الليبية المقاتلة التي تقودها عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، مشددا على أن سيطرة الجيش الليبي على العاصمة طرابلس، سيجبر كل المدن على التسليم والانصياع لأوامر القيادة العامة للقوات المسلحة في  الجيش الليبي.

وتشير معطيات ميدانية الى وجود مئات من المرتزقة الأجانب يقاتلون حاليا في صفوف ميلشيات السراج أو يقومون بدور الخبراء والمستشارين لأمراء الحرب وقادة العصابات المسلحة ، ويحصلون على رواتب عالية تصل الى أكثر من 2500 دولار في اليوم ، وتضيف أن بعض هؤلاء المرتزقة تم التعاقد معهم من قبل شركات قطرية أو تركية قبل إرسالهم الى ليبيا للقيام بأدوار عدائية ضد القوات المسلحة