أجبرته ظروف  الحياة  القاسية على العيش بعيدا عن يعيش بعيدا عن اسرته لمدة قد تتجاوز وأحيانا  الـ 8 أشهر، ولكن الظروف ذاتها   لن تمنعه  من التوجه يوم الأحد القادم الى   مركز الاقتراع ومنح صوته لأحد المرشحين  في انتخابات البرلمان القادم.. إنه الشيخ  " مبروك الغابري"  الذي التقته الأناضول على  الحدود التونسية الليبية..

هو رجل في الستينات من العمر و يمتهن رعي الأغنام  منذ سنين في منطقة مدنين الصحراوية قرب الحدود مع ليبيا.. يقول  الشيخ مبروك: "أعيش هنا في عزلة  وفي انقطاع عما يحصل في تونس فلا تلفاز ولا مذياع هنا،  همي الوحيد أن أعمل وأوفِّر القوت لأولادي، فيوم بلا عمل هو يوم لا يجد فيه أبنائي ما يسدون به الرمق".

ورغم هذه الظروف، يبدي الشيخ مبروك إصراره على التوجه لمركز الاقتراع يوم الأحد القادم قائلا: "سامنح صوتي لأحد المرشحين (فضل عدم الكشف عنه) وقد  قمت  بعملية التسجيل في  الانتخابات".

"علي العويني"  شاب تونسي هو الآخر يعمل في رعي الأغنام ولكنه وعلى الرغم  من صعوبة الاطلاع على أخبار البلاد، يعطي انطباعا لمحدثيه بأنه متابع للشأن الانتخابي.. 

 يقول للاناضول:  "كنت أرغب في التصويت وان أعبر عن رأيي رغم أني لا أعرف جيدا الطبقة السياسية الحالية في تونس، لكن لم يسعفني الحظ في أن أقوم بالتسجيل نظرا لبعد المسافة عن مركز التسجيل ولغلاء  تعريفة المواصلات". وغير بعيد عن الشأن الانتخابي، يبدي العويني رضاءه عن جهود الامن التونسي في توفير الاستقرار في تلك المنطقة، التي لا تبعد كثير عن حدود دولة يسودها توترات شديدة.

وتعتبر الحدود التونسية الليبية مسلكا للعديد من المهربين،  وتشكل خطرا  بالنسبة للحكومة التونسية  فيما يتعلق بتسرب السلاح إلى داخل  البلاد.   وأمام كثافة  عمليات التهريب التي عرفتها الحدود الجنوبية للبلاد  وخصوصا تلك منها المتعلقة بتهريب الأسلحة، أصدر الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، قرار العام الماضي قرارا بإنشاء منطقة عسكرية عازلة على الحدود مع  ليبيا، لم يؤثر مطلقا على الطبيعة المترحلة لرعاة الأغنام في هذه المنطقة.

ولا يعتبر من جهته الشيخ مبروك انه قد طرأ تغيير كبير على مستوى  التهديدات الأمنية في منطقة الحدود التونسية الليبية، مقارنة بفترة ما قبل ثورة 2011.