في مثل هذه الأيام من العام 2011,قررت فنانةُ موريتانيا الأولي الراحلة "ديمي منت آبه "السفرَ الي المملكة المغربية  لإحياء سهرات فنية دون  أن تودع شعب موريتانيا الذي عشقها حتي النخاع  ,لم تكن تعلم منت  آبه ان رحلتها  تلك  ستكون الأخيرة , لكنها الاقدار .!!!

 

ديمي   "أيقونةُ الموريتانيين"

 صنعت لنفسها, تاجا مرصّعا  بماسات الحب في قلوب الملايين ووضعته فوق تمثال التاريخ ,انها  فنانة تقليدية موريتانية تخطت شهرتها حدود بلدها إلى أفريقيا والعالم العربي واستمتع ملايين الموريتانيين والعرب بصوتها على مدى عقود.

 بدات حياتها الفنية في بداية السبعينات من ولاية تكانت وسط البلاد لتنتقل بعد ذلك عائلتها للعيش في العاصمة نواكشوط  حيث مثلت بلادها رسما سنة 1976 م في مسابقة الغناء العربي في تونس وحصلت على المرتبة الأولى ,غنت للشاعرأحمدو ولد عبد القادر ولزوجها الملحن والمطرب الشهير المرحوم سيمالي ولد همد فال  كما غنت  كثيرا للراحل نزار قباني ولفطاحلة الشعراء العرب.

يعتبرها  الصحفي الموريتاني "مولاي ابحيده"  رمزا للكلمة والصوت العذب والإخلاص للوطن.. تعنى للمورياتنيين تاج الفن ,وللوطن سفير الغناء الموريتانى الأصيل.

أما الكاتب و المدون "محمد لقظف ولد احمد"فيقول  انه لو جاز لمعبد و الأحوص أن يفتخرا بحبابة، لوجب على  الشعراء الموريتانيين  أن يضعوا ديمي تاجا فوق رؤوسهم. مضيفا رحمها الله، كان صوتها وغناؤها فخرا للذي تغني به.

مثلت "منت آبه" في حياتها الملئية بالعطاء ,القيّم العالية في غناءها ، وعشقها لوطنها  ، وكبرياءها ، وسخاءها، وبسمتها الهادئة، وبتلك الصفات ظلت "منت آبه"حتي بعد وفاتها بسنوات تتربع علي عرش الفن في وطنها  , فمن في موريتانيا ,لاتعيش ديمي في قلبه اليوم؟

 

"رحيل مفاجئ"

كعادتها في أحياء السهرات الفنية في جارة موريتانية الشمالية "المغرب ",سافرت منت آبه  بداية شهر مايو من العام 2011 باتجاه مدينة "الداخلة",مرت أيام وليال ,وجمهورها ينتظر عودتها من حين لآخرحتي نزل مرضها كالصاعقة عليه .

في يوم 26 مايو 2011 كانت محبوبة الموريتانيين  تحيي حفلا في مدينة "العيون "حيث سقطت مغشيا عليها نقلت بعدها إلى المستشفي واجريت لها عملية فاشلة في الرأس حيث دخلت بعدها في غيبوبة لمدة عشرة ايام، وفي يوم 4 يونيو 2011 م تم الإعلان عن وفاة الفنانة ديمي منت آبه ,ورغم رحيلها تبقي "ديمي"رمزا  الأصالة للفنان الموريتاني  المبدع والملتزم بفنه وفكره التقليدي.