طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكبار مساعديه، أمس الأربعاء، بمواقف أوروبية جادة في مواجهة صفقة القرن الأمريكية المرتقبة للسعي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأكد الرئيس عباس لدى استقباله في مدينة رام الله، ممثل جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى فلسطين كريستيان كلاغز، على أهمية مواصلة الدعم الأوروبي السياسي والاقتصادي "حفاظاً على حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية".

وبحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية "وفا"، أطلع عباس السفير الألماني على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة.

وأشاد عباس بالدعم الذي تقدمه ألمانيا سواء المباشر أو عبر الاتحاد الأوروبي للشعب الفلسطيني لبناء مؤسسات الدولة، مؤكداً حرص فلسطين على تمتين العلاقات الثنائية مع ألمانيا لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين.

وبحسب الوكالة، أكد السفير الألماني دعم بلاده لتحقيق السلام وفق موقف الاتحاد الأوروبي، ومواصلة ألمانيا تقديم الدعم لبناء المؤسسات الفلسطينية.

من جهته، دعا رئيس الوزراء محمد اشتية، سويسرا إلى جانب دول الاتحاد الأوروبي والدول التي لم تعترف بفلسطين، إلى المسارعة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 لـ"إنقاذ حل الدولتين" عوضا عن الانتظار حتى تقوم إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية، لتصدر بعد ذلك بيانات الشجب والاستنكار والرفض.

وقال اشتية، خلال استقباله السفير السويسري لدى فلسطين جوليان ثوني في رام الله: "لن نستسلم بفعل الحرب المالية التي تقودها الولايات المتحدة من جانب وإسرائيل من الجانب الآخر، من أجل القبول بصفقة القرن، وعلى الدول العظمى إلى جانب الدول العربية ودول البريكس، أن تبدأ العمل لتشكيل مجموعة عمل دولية مشتركة لرعاية العملية السلمية في مواجهة الصفقة التي لن يوافق عليها أحد".

وأضاف اشتية أن "على إسرائيل كدولة احتلال، أن تتكفل برواتب الأسرى وفق المواثيق والمعاهدات الدولية، لا أن تعاقبنا على دفعها بالاقتطاع من أموال المقاصة التي هي أموال فلسطينية، وعلى المجتمع الدولي ككل الضغط على إسرائيل للإفراج عن هذه الأموال لعدم شرعية الاقتطاعات".

وشدد اشتية على أنه "لن يتم القبول باستمرار الوضع الراهن، فإسرائيل تنصلت من كافة الاتفاقيات الموقعة معها، وتمارس الى جانب الولايات المتحدة سياسة الابتزاز تجاه الفلسطينيين".

كما استقبل نائب رئيس الوزراء الفلسطيني وزير الإعلام نبيل أبو ردينة، في مدينة رام الله، القنصل البريطاني العام في مدينة القدس فيليب هول وأطلعه على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

وأكد أبو ردينة بحسب بيان "الموقف الفلسطيني المتمسك بالحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بمقدساتها، ورفض كل المشاريع المشبوهة التي تستهدف تصفية قضيتنا الوطنية".

ودعا أبو ردينة إلى "ضرورة وجود موقف عربي ودولي واضح تجاه ما يسمى صفقة القرن التي تتناقض كلياً مع قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على حل الدولتين وعدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية كافة".

ونقل البيان عن القنصل البريطاني العام موقف بلاده الداعم للعملية السياسية القائمة على حل الدولتين، ودعم الجهود لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.

يشار إلى أن السلطة الفلسطينية تقاطع الإدارة الأمريكية منذ إعلانها في ديسمبر(كانون أول) 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.