تصادف اليوم الذكرى الحادية والثلاثين لوفاة الملك محمد إدريس السنوسي مؤسس الدولة الليبية الحديثة والذي جلب الاستقلال لليبيا عام 1951 وقاد البلاد حتى الإطاحة به في انقلاب القذافي عام 1969.

ويعد الملك محمد إدريس السنوسي الحاكم الأول لليبيا بعد استقلال البلاد عن إيطاليا وقوات الحلفاء، وينحدر من العائلة السنوسية من سلالة محمد بن علي السنوسي، و ولد سنة 1890 بمنطقة الجغبوب جنوب مدينة طبرق.تولى محمد إدريس السنوسي إمارة الحركة السنوسية عام 1916 وخاض المفاوضات مع المستعمر الإيطالي لمنح ليبيا استقلالها والاعتراف به أميرا سنوسيا بغية إدارة الحكم الذاتي في نطاق المناطق التي تشمل الجغبوب و واحات جالو والكفرة لتكون إدارته في مدينة أجدابيا.

راهن الملك محمد إدريس السنوسي عند قيام الحرب العالمية الثانية على قوات الحلفاء وأعلن في وقت لاحق انضمامه إليها، عازما دخول ليبيا على رأس الجيش السنوسي الذي أسسه في مصر في الأربعينات بهدف طرد المستعمر الإيطالي من البلاد.دخل السنوسي ليبيا عقب انتهاء الحرب وهزيمة الطليان وخروجهم، لتصبح ليبيا منذ ذلك التاريخ تحت الانتداب الإداري البريطاني والفرنسي، ومن ثم أعلن السنوسي استقلال ولاية برقة عام 1949، وما إن استقر فيها حتى أخذ يعد العدة لنقل الإدارة من الانتداب الأجنبي إلى الليبيين ليعلن عن تشكيل حكومة وطنية تلاها إعلان الدستور البرقاوي الذي يعد وثيقة مهمة من وثائق التاريخ العربي الحديث.

في 24 من ديسمبر عام 1951؛ أعلن الملك محمد إدريس السنوسي من مدينة بنغازي الاستقلال وميلاد الدولة الليبية الحديثة كنتيجة لكفاح الشعب الليبي وتضحياته، كما أعلن إن ليبيا دولة مستقلة ذات سيادة تحت اسم المملكة الليبية المتحدة.اتجه الملك إلى تقوية الدولة الليبية عقب توحدها تحت قيادته، ليقوم بتأسيس أول جمعية وطنية تمثل جميل المناطق الليبية والتي أصدرت بدورها جملة من القرارات في اتجاه قيام دولة ليبية دستورية ووضعت دستورا للملكة صدر في 7 أكتوبر عام 1951 متضمنا أكثر من 200 مادة دستورية.

ظل محمد إدريس السنوسي ملكا على ليبيا حتى انقلاب سبتمبر بقيادة القذافي عام 1969 حينما كان الملك مسافرا إلى تركيا، ليتوجه لاحقا إلى اليونان حيث أقام لفترة قبل أن ينتقل برفقة حرمه الملكة فاطمة إلى مصر، حتى توفي في مثل هذا اليوم في الخامس من مايو عام 1983، ودفن على إثرها في مقبرة البقيع بالأراضي المقدسة حسب وصيته.