أعرب وزير الشباب والرياضة الليبي الأسبق والقيادي بالنظام السابق، مصطفى الدرسي، عن انتقاده لموقف منظمة الأمم المتحدة تجاه الملف الليبي.

وقال الدرسي في تدوينة نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بعنوان (منظمة الأمم المتحدة … فساد .. نفاق .. ظلم)، "منذ الحرب العالمية الثانية إلى اليوم، لم تعرف الشعوب المستضعفة والصغيرة أي إنصاف من الأمم المتحدة، المنظمة التي أسسها وهيمن عليها المنتصرون في الحرب العالمية الثانية. فالجمعية العامة لهذه المنظمة والتي تضم كل الدول (المستقلة)، وفيها أصوات هذه الدول متساوية حسب الميثاق، وقرارتها رغم أنها تصدر بالأغلبية ولكنها ليست ملزمة … بمعنى أنه لا قوة لها وقيمتها معنوية وشكلية فقط.. بينما (مجلس) الأمن، عضويته غير الدائمة لعشرة أعضاء تتغير كل سنتين لكل من الأعضاء العشرة… وعضويته الدائمة للخمس الكبار (الصين، روسيا، الولايات الأمريكية، بريطانيا وفرنسا) … وهو المؤسسة المسيطرة على المنظمة وقرارته لها تأثير وتنفذ بالقوة في حال صدرت تحت الفصل السابع من الميثاق .. وتمتلك هذه الدول الخمس حق الاعتراض (الڤيتو) وإبطال أي قرار لا يتفق وسياسة أي من هذه الدول.. وأكثر دولة استخدمت هذا الامتياز هي الولايات المتحدة الأمريكية ولصالح الكيان الصهيوني …أعرف أن جلكم يعرف هذه المعلومات، ولكن ما دعاني لكتابة هذه الأسطر، هي قصة بلادي ليبيا مع هذه المنظمة منذ ما يقرب من 70 عاماً… ولعل ليبيا كانت حاضرة في أروقة وعلى أجندة هذه المنظمة. فمن قرار منح ليبيا استقلالها بفارق صوت إيميل سان لو وسقوط مشروع بيڤن / سفورزا للوصاية على ليبيا.... إلى قضية (لوكربي) وفرض عقوبات ظالمة على ليبيا، إلى رئاسة ليبيا لمجلس الأمن والجمعية العامة وصارت فاعلة بعد أن كانت مفعول بها… إلى ما آلت اليه بلادي منذ 2011 بسبب قرارات ظالمة من (مجلس الأمن) أي الدول المسيطرة على منظمة الأمم المتحدة … ولعل ما يدعو للضحك هو الدلائل والقرائن التي استخدمها مجلس الأمن ليفرض قرارته على ليبيا ويصدرها تحت الفصل السابع (يعني ليبيا تهدد الأمن والسلم الدولي)، ومنها التضليل الإعلامي واستخدام المرتزقة الإعلاميين وكذلك مثلهم من السياسيين". 

وتابع الدرسي مسلطا الضوء على كلمة الناشطة الحقوقية مروة محمد والتي قدمت كلمة مؤخرا أمام مجلس الأمن الدولي قائلا، "آخر مشاهد بلادي في مجلس الأمن كانت أول أمس، في جلسته للاستماع لإحاطة رئيس بعثة الأمم المتحدة لليبيا والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا …حيث خرجت علينا امرأة قيل إنها ليبية، وأعطيت لها الكلمة بعد كلمتي ممثل الأمين العام ورئيس لجنة العقوبات المنشأة بقرار الأمم المتحدة 1970 الشهير الخاص بليبيا. فبعد أن أكد رئيس لجنة العقوبات أن اللجنة وبالتالي المجلس لم يوافق على رفع حظر السفر المفروض على السيدة عائشة معمر القذافي الذي تقدم به محاميها للجنة لتتمكن من زيارة أمها المريضة والممنوعة من السفر أيضاً وهي الإنسانة التي تجاوزت السبعين من عمرها وليس لها ذنب إلا أنها زوجة الشهيد معمر القذافي وأم الشهداء المعتصم وخميس وسيف العرب وأم المقاومين لغزو بلادهم عائشة وسيف الإسلام … والرهينة هنيبال والأسير الساعدي …خرجت علينا (مروة محمد) لتجلس في قاعة مجلس الأمن … هذه السيدة لا يعرفها الا قلة قليلة جداً جداً من الليبيين، بل أجزم أنهم لا يعرفونها … قدمت علي أنها. (ناشطة حقوقية ومحامية)، تتحدث باسم جمعية (من مؤسسات المجتمع المدني) هذا التصنيف الذي عرفه الليبيون بعد 2011 وارتبطت في أذهانهم بالمخبرين وأجهزة المخابرات الأجنبية التي تعج بها ليبيا … السيدة مروة مقيمة خارج ليبيا، وجذبت انتباه المشاهدين بحديثها عن الظلم الذي تعانيه المرأة في ليبيا، من خطف وقتل وإهانة … !!! كان يمكن أن تكون (مروة) منصفة لو أنها ردت على قرار لجنة العقوبات ضد إحدى النساء الليبيات بمنعها من السفر لزيارة أمها المريضة، لأن ذلك من أبسط حقوق الإنسان …. كنّا سنحترم مروة حتى ونحن نعلم أنها استغلت استغلالا بشعاً لتضفي صورة ما على وجه الأمم المتحدة البشع …الليبيون لا يعرفون (مروة) ..!! ، لكنهم يعرفون عائشة معمر القذافي وأمها صفية فركاش، ويعلمون أنهما كانتا ليبيتان بريئتان مما نسب إليهما. والأمم المتحدة تعرف عائشة القذافي لأنها قبل 2011 عينتها سفيرة سلام !!!! إن حجم الفساد والنفاق والظلم في منظمة الأمم المتحدة مأساة من مآسي العالم، وأقول للشعب الليبي العظيم، لا تنتظروا حلاً لأزمة بلادنا من بؤرة الفساد والظلم والنفاق … لا تنتظروا حلاً من (الأمم المتحدة)".