اندلعت خلال اليومين الأخيرين اشتباكات عنيفة بين اللواء السابع مشاة وكتيبة ثوار طرابلس جنوب غربى العاصمة الليببة طرابلس، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين المتقاتلين، ما أدى إلى حدوث حالة من الفزع والرعب بين سكان طرابلس، وأعلن بعدها جهاز البحث الجنائي التابع لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق أن وحداته الأمنية بدأت في التحرك في نطاق الغرفة الأمنية المشتركة جنوب طرابلس لبسط الأمن وتطهيرها من الجماعات المسلحة.

فما هي هذه المليشيات وما هو تموقعها الجغرافي في طرابلس؟

كتيبة ثوار طرابلس 

يقودها هيثم التاجوري وهو شخصية مشهورة في طرابلس تتمتع بنفوذ كبير بعد أن كان مجرد ضابط شرطة، معروف بمناوأته لجماعة الإخوان المسلمين والجماعة الليبية المقاتلة، وتعد من أكبر المجموعات المسلحة في طرابلس وتتخذ من بعض المعسكرات في مناطق الفرناج وعين زارة وبئر الأسطى ميلاد مقارًا لها، وهي تتكفل حاليا بحماية المجلس الرئاسي والمواقع الاستراتيجية وحمايتها وأيضا البنية التحتية والمواقع الهامة الأخرى.

وتتركز الكتيبة في المقام الأول في منطقة تاجوراء، مع الحفاظ على وجود مكثف في قارقارش، حيث تعتبر كلا المنطقتين ذات قيمة، لأنهما تقعان بجوار المطار الوحيد الذي يعمل في طرابلس، والذي تسيطر عليه قوات الردع الخاصة، الجدير بالذكر أن كتيبة ثوار طرابلس تتبع اسميًا لوزارة الداخلية.

كتيبة أبو سليم 

ومن المجموعات المسلحة أيضا، كتيبة أبو سليم، وهي تسيطر على حي أبو سليم والمناطق المحيطة به إلى الشمال والشرق، ويقود كتيبة أبو سليم عبد الغني الككلي، وتعرف المجموعة أحيانًا باسم غنيوة، وتتماشى المليشيا اسميًا مع حكومة الوفاق الوطني، وكانت حاسمة في طرد التنظيمات الموالية للمؤتمر الوطني من العاصمة، كما تعتبر نفسها قوة مكافحة جريمة، وتقوم بغارات على تجار المخدرات والكحول في جميع أنحاء الأراضي التي تسيطر عليها.

التحالفات

وأفادت تصريحات صحفية بأنه جرى تبادلاً للقصف بين قوات تابعة لكتيبة ثوار طرابلس ومعها قوات الدعم المركزي (أبوسليم) وهما مواليان لحكومة الوفاق، من ناحية، وقوات تسمى (اللواء السابع) وتعرف بـ(الكانيات) نسبة إلى لقب آمرها.

اللواء السابع "الكانيات"

تدير كتيبة الكاني عملياتها في ترهونة، وتمارس نشاطًا متكررًا في القره بوللي، التي تبعد 35 ميلًا شرق طرابلس، وسيطرت كتيبة الكاني على بعض الأراضي والبنية التحتية الرئيسية قبل مايو 2017، ولكن تسببت تهديدات كتيبة ثوار طرابلس في رحيلها. وأصبحت مؤخرًا رسميًا مع حكومة الوفاق الوطني، غير أنها معروفة بامتلاكها لنزعة متطرفة وميل للعنف.

أكدت قبائل مدينة ترهونة، أن اللواء السابع الذي تشكل بقرار من المجلس الرئاسي رقم (13) لسنة 2017، هو جزء من الجيش الليبي المنضبط والمنظم، وأن تحركاته على الأرض هي لمصلحة الوطن عامة وأهلهم في طرابلس خاصة حسب قولها. ودعت في بيانها اليوم الإثنين، جميع أبنائها الذين انضووا تحت ألوية المليشيات بمختلف مسمياتها وتوجهاته مهما كانت أسباب ودوافع ذلك، بضرورة الانسلاخ فورا عن تلك المجموعات، على حد تعبيرها.

وأعلنت القبائل، رفع الغطاء الاجتماعي منذ هذه اللحظة عن كل من يبقى في صفوف تلك المجموعات، قائلة: إنها تبرأ إلى الله والشعب الليبي من كل هؤلاء، فهي درع للوطن ولن تكون شوكة في ظهره وفق ما ذكر البيان.