قال مدير معهد دراسات حكومي تونسي، اليوم السبت، إن الحضور التونسي في "تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام" (داعش) "قوي كما وكيفا".وفي تصريحات لوكالة الأناضول، على هامش مؤتمر صحفي عقده المعهد التونسي للدراسات الاستراتجية بالعاصمة تونس، اليوم، أوضح طارق الكحلاوي، مدير المعهد التابع للرئاسة التونسية، أنه "على الرّغم من وجود هذا التنظيم (داعش) على بعد آلاف الأميال عن تونس لكنّه عمليا وفعليا قريب جدّاَ منها".وأضاف أن "الحديث عن تأسيس ولاية تونسية أو مغاربية لداعش سابق لأوانه وفقا لموازين القوى الحالية، لكن هذا لا يمنع من توخي الحذر والانتباه".

وأشار إلى أن "جماعة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في حاجة إلى البروز وتبليغ رسالة تفيد بوجودها وحضورها، لأن المنافسة اليوم ليْست بين السلفية الجهادية والتيارات الأخرى بل داخل التيار نفسه"، على حد قوله.وقال الكحلاوي إن "الحضور التُونسي  قوي في داعش، وليس على مستوى كمي فقط بل على مستوى قيادي سواء عسكريّا أو دعويا".وأضاف أنه "بحسب إحصائيات لمكتب الدراسات الأمريكي، فلاش بوينت (غير حكومي) فإن عدد الانتحاريين التونسيين بين شهري مارس/ آذار وأبريل/ نيسان الماضيين قد بلغ 14 انتحاريا في الحملة العسكرية لداعش والتي سبقت الاستيلاء على الموصل (مركز محافظة نينوى، شمال)".

ويسيطر مقاتلو مجموعات سنية مسلحة، يتصدرها تنظيم "داعش"، على أغلب مناطق شمالي ديالى (شرق)، وعلى بلدة السعدية باتجاه ناحية المقدادية، بينما تسيطر قوات البيشمركة (قوات إقليم شمال العراق) على ناحية جلولاء، ذي الغالبية الكردية، والقرى الكردية المحيطة بها.وحتى الآن يحقق عناصر "داعش" تقدما ميدانيا في محافظتي ديالى والأنبار (غرب)، بعد إحكامهم السيطرة على قضاء القائم والمنفذ الحدودي مع سوريا، وفقا لمراسل الأناضول. ومنذ العاشر من الشهر الجاري، تسيطر المجموعات السنية على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى (شمال)، وتكريت، مركز محافظة صلاح الدين (شمال)، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها، تاركة أسلحتها.ويصف رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، تلك المجموعات السنية المسلحة بـ"الإرهابية المتطرفة"، فيما تقول شخصيات سنية إن ما يحدث هو ثورة عشائرية سنية ضد سياسات طائفية تنتهجها حكومة المالكي الشيعية.