سلط أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي البروفيسور ميلاد الحراثي الضوء على التنازلات الواجب تقديمها لمصلحة ليبيا.

وتساءل الحراثي في ورقة تحليلية بعنوان "ليبيا .... واتفاق سوتشي.......وماذا بعد؟" "هل هناك من تنازلات أخري مؤلمة في الأفق، من الذي سوف يقدم المزيد من التنازلات المؤلمة لصالح الأرض التي تحتويهم جميعا؟" مضيفا "أصحاب التنازلات المؤلمة هم الذين يُسجلهم التاريخ لأنهم مع مصلحة الوطن ومشروع الوطن، ‏لا مع الأفق الضيق وأصحابه  وهذه معضلة اكتشفتها المسارات المكوكية والتراجعات حول اتفاقات أو حول توافقات، بسبب ‏غياب المنهج لفن علم التفاوض، وعلم التنازلات، ومفهوم الأسقف، وغياب فهم الآخر، وكذلك ‏غياب مسألة التفويض، وشرعية ذلك التفويض".

وأضاف الحراثي "أن الذين يقودون التفاوض والمفاوضات لا يفرقون بين الحوار والتصالح، وبين مصلحة الوطن ‏في حدوده العليا أو الدنيا، فتحولت تلك المسارات إلى جلسات غرضها التقاط الصور وتغييب ‏عموم الساكنة الليبية من تلك المشاهد"‏ وتساءل "أين تنازلات سوتشي المؤلمة التي ينبغي لكل طرف متورط في ملف الأزمة الليبية أن يقدمها ‏فديةً وفداء للوطن وانحسار آلامهِ الطويلة". ‏

وتابع الحراثي "التاريخ يُرشدنا، ويقدم لنا الأمثال أن الشعوب ليست معنية بقضية الانتظار، وليست معنية ‏بملاعب النخبة، وإذا اقتنعت بالانتظار فأنها سوف تطلب تحديد سقف ذلك الانتظار، وتمردها ‏يكون بلا حدود" وأضاف "دعوات المواطنة اليوم في تجدد إنه وجب الفصل بين ما صنف بالسياسة وحاجاتها اليومية".

وأردف الحراثي "هل سوتشي اقتربت اليوم إلى ما يُفرح البسطاء والمعوزين والمهجرين، والثكالى، والكادحين ‏والأرامل، ولكل المحتاجين لحظة انفراج تسعدهم وتفرحهم ؟". ‏