كثّف سلاح الطيران، التابع للجيش الوطني الليبي، وتيرة هجماته على طرابلس، ومعدل غارته الجوية على معسكرات وتمركزات للقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فائز السراج، في وقت تتصاعد فيه وتيرة القتال بين الطرفين في عدة محاور وسط تعزيزات كبيرة يدفع بها الجيش الليبي في مؤشر على نيته حسم المعارك في المرحلة القادمة.
وأعلنت شعبة الإعلام الحربي أن مقاتلات سلاح الجو شنت غارات ليل أمس الأحد وفجر اليوم الإثنين مستهدفة مواقع تابعة لقوات حكومة الوفاق.وبينت الشعبة أن المواقع التي استهدفها سلاح الجو هي مخازن لذخائر الطائرات المُسيّرة بالكلية الجوية مصراته،ومخازن للذخيرة بمعسكر الحامية،ومواقع بميناء مصراته،ومواقع بالقسم العسكري - قاعدة معيتيقة العسكرية، وإحداها بغرفة عمليات تابعة لقوات حكومة الوفاق داخل القاعدة،بالاضافة الى مواقع وتمركزات لقوات الوفاق بمنطقة عين زارة،  ومنطقة الخلة،ومحور العزيزية.
وتستهدف طائرات الجيش الليبي مطاري مصراتة ومعيتيقة كونهما يحتويان على مخازن السلاح والطائرات المسيرة.وكان المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري،أكد أن القوات المسلحة الليبية نفذت ضربة جوية مزدوجة استهدفت مليشيات طرابلس بقاعدة معيتيقة والكلية الجوية بمصراتة.وأضاف المسماري -في بيان صحفي مساء الأحد- أن الضربات حققت أهدافها بكل دقة، ودمرت المرافق المستخدمة في تخزين وتجهيز الطائرات المسيرة بنسبة 100 بالمائة.
وأوضح قائلا: "إنه من خلال المعلومات المتوفرة من أجهزة الاستخبارات التابعة لقواتنا المسلحة تم رصد أماكن متفرقة في الجزء العسكري بقاعدة معيتيقة الجوية، وكذلك بمطار الكلية الجوية في مدينة مصراتة، وأكدت المصادر الاستخبارات تحديد هذه الأماكن والتي تستخدم في تجهيز وتخزين الطائرات المسيرة"، مشيرا إلى أن هذه الأماكن عبارة عن دشم تستخدم لتجهيز الطائرات المسيرة وتخزين صواريخها.
وتابع المسماري: تم تنفيذ ضربة جوية مزدوجة على القسم العسكري بقاعدة معيتيقة الجوية والكلية الجوية مصراتة والتعامل مع هذا التهديد من خلال طائرات سلاح الجو التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، وقد أقلعت هذه الطائرات من عدة قواعد للانقضاض على أهدافها في الوقت نفسه والقضاء على هذا التهديد. وشدد على أن الضربة الجوية حققت أهدافها بكل دقة، ودمرت المرافق المستخدمة في تخزين وتجهيز الطائرات بنسبة 100%، مؤكدا أن طائرات الجيش الليبي عادت لقواعدها سالمة بعد تنفيذ واجباتها بنجاح.
ويوجه الجيش الليبي، منذ أيام، ضربات جوية ضد تمركزات المليشيات ودشم الطائرات التركية المسيرة في مصراتة شرق الكلية الجوية.وأدت ضربات الجيش الى اعلان إدارة مطار معيتيقة الدولي في العاصمة الليبية طرابلس، أغلاق المجال الجوي بشكل مؤقت في مطار مصراتة الدولي.وأفادت إدارة المطار في بيان عبر صفحتها الرسمية في "فيسبوك"، إلى عودة طائرة الخطوط الإفريقية القادمة من مطار تونس قرطاج لمطار صفاقس بسبب الإغلاق المؤقت للمجال الجوي لمطار مصراتة على إثر تواجد طيران حربي بالمنطقة.
وخلال الأشهر الماضية، شن سلاح الجو التابع للجيش الليبي غارات متكررة على مطاري معيتيقة ومصراتة،وذلك في ظل تحول المطارين وفق مسؤولين عسكريين لمراكز إدارة خاصة بالتحكم في طائرات مسيرة مستخدمة ضد قوات الجيش الوطني بدعم خبراء عسكريين أتراك.حيث يتهم الجيش الليبي تركيا بقيادة العمليات العسكرية في العاصمة وهو ما أثبتته الكثير من الوقائع على الأرض.
وفي غضون ذلك،تستمر المواجهات العسكرية على الأرض بين الجيش الليبي والقوات الموالية لحكومة الوفاق، وسط تقدم ميداني للأول، خصوصا في المحاور الجنوبية للعاصمة التي تشهد تراجعا لقوات الوفاق.وأعلنت شعبة الإعلام الحربي استهداف الجيش لقوات حكومة الوفاق بالمدفعية في محاور جنوب العاصمة طرابلس.
بدوره،أكد مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش العميد خالد المحجوب اندلاع اشتباكات اليوم الاثنين مسلحة بين قوات الجيش والقوات التابعة لحكومة الوفاق في عدد من المحاور بالعاصمة طرابلس.وقال المحجوب في تصريح خاص لبوابة إفريقيا الإخبارية إن اشتباكات تدور بين الجيش وقوات حكومة الوفاق في محاور صلاح الدين وعين زاره ومشروع الهضبة وطريق المطار موضحا أن هذه المحاور حددها الجيش ويتقدم من خلالها إلى داخل العاصمة طرابلس.
وأوضح المحجوب أن المعارك تدور على تخوم وداخل طرابلس معتبرا أنها معارك الحسم خاصة وأن قوات الوفاق تكبدت فيها خسائر فادحة بسبب دقة ضربات سلاح الجو وقوات الجيش.وأشار إلى أن المعارك بدأت أمس الأحد بشكل متقطع موقعة خسائر بشرية في صفوف قوات الوفاق بلغت 15 قتيل و22 جريح أمس الاحد أما بخصوص إحصائية اليوم الاثنين فلم تصدر بعد.
ويحاول الجيش الليبي التسريع في عملياته مستهدفا حسم المعارك في أقرب وقت وهو ما أكدته التعزيزات المتتالية التي يدفع بها الجيش مؤخرا لمساندة قواته على تخوم العاصمة.حيث أعلن الجيش الليبي،الأحد، الدفع بتعزيزات عسكرية من قوات المشاة إلى محاور القتال بالعاصمة طرابلس لدعم صفوفه واستمرار التقدم في مواقع جديدة.
ودفع اللواء 73 مشاة بالجيش الليبي، بسريتين من الكتيبة 409 مشاة إلى العاصمة طرابلس،أوضح المسؤول الإعلامي للواء 73 المنذر الخرطوش بحسب المكتب الإعلامي أن السريتين تحركتا بأوامر صدرت عن آمر اللواء علي القطعاني وذلك لإستمرار التقدم لمواقع جديدة حسب الخطة التي وضعت من آمر وضابط عمليات اللواء 73 مشاة.
وكان الجيش الليبي أعلن الأسبوع الماضي،تعزيز قواته على تخوم طرابلس،حيث بثت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش،لقطات مصورة لتحرك سرايا الإسناد باللواء المُجحفل 106 والكتيبة 166 بعد استكمال تجهيزها، دعماً لوحدات قوات الجيش المُنتشرة في محاور العاصمة.وقبل ذلك أعلن الجيش الليبي وصول قوة الاقتحام 35 التابعة للواء 73 مشاة إلى محاور القتال في طرابلس، لدعم قوات الجيش الوطني المرابطة هناك.
ويخوض الجيش الليبي منذ أبريل/نيسان الماضي عملية عسكرية، بهدف تطهير العاصمة طرابلس من المليشيات، التي تسيطر عليها منذ سنوات، فضلا عن جماعة الإخوان المدعومة من تركيا.ويرى مراقبون أن التطورات الأخيرة تشير الى رغبة الجيش في حسم معركة طرابلس قبل انعقاد مؤتمر برلين القادم وذلك لقطع الطريق أمام محاولات تيار الاسلام السياسي ومليشياته اعادة التموضع ورسم تحركات جديدة تخرجهم من المأزق الحالي الذي يشير الى قرب خروجهم من المشهد الليبي.