تتسارع التطورات الميدانية في معركة تحرير العاصمة الليبية طرابلس منذ أيام حيث اتجه الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لتكثيف ضرباته الجوية مستهدفا تمركزات القوات الموالية لحكومة الوفاق في عدة مناطق وسط حديث عن تقدم ميداني على أغلب المحاور القتالية في العاصمة.

وأطلق الجيش الوطني الليبي فجر أمس الأحد، عملية عسكرية مباغتة في محاور القتال جنوبي العاصمة طرابلس، تزامناً مع قصف جوي ومدفعي استهدف تمركزات القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني،وقالت مصادر عسكرية إن القوات المسلحة تقدمت باتجاه مناطق الرملة والسواني والطويشة وطريق المطار، واشتبكت مع مقاتلي الميليشيات وسيطرت على مراصد متقدمة، مشيرة إلى معارك عنيفة دارت بالأسلحة المتوسطة والثقيلة.

وأعلن اللواء 73 مشاة عن تقدم وحدات القوات المسلحة بمحور طريق المطار السواني باتجاه منطقة الطويشة.وقال المتحدث باسم اللواء المنذر الخرطوش،على صفحته بموقع "فيسبوك" إن الوحدات العسكرية تتقدم في عدة محاور أخرى للانقضاض على أهداف جديدة حُددت من قبل غرفة عمليات المنطقة الغربية.وأشار إلى أن اللواء 106 تحرك فجر أمس، ونجح في السيطرة على مواقع جديدة بمساندة كتيبة العاديات. كما نفذت الجيش الليبي عدة ضربات جوية، استهدفت تمركزات لقوات الوفاق في محيط مدينة سرت ومواقع في بوابة الخمسين.

وبدوره أعلن المركز الإعلامي اللواء 106 مجحفل،الأحد، استهدافه لتجمع آليات تابع للمجموعات المسلحة وتدميرها وحرقها بالكامل جنوب طرابلس.وقال المركز الإعلامي للواء 106 مجحفل التابع للقوات المسلحة الليبية، في تدوينة نشرها عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "إن القوات المسلحة تتحفظ على 7 جثث تابعة لمليشيا مصراتة بالـ "حشد الملشياوي" بعد استهدافهم بمحور الطويشة"، بحسب وصفه.

وكانت شعبة الإعلام الحربي، قد أعلنت في وقت سابق أن الوحدات العسكرية بالقوات المسلحة العربية الليبية أحرزت تقدماً كبيراً في مختلف المحاور بعد أن شنّت كافة الوحدات والفصائل هجوماً مُكثفاً على مواقع وتمركزات القوات التابعة لحكومة الوفاق.وبينت شعبة الإعلام الحربي أن الجيش تمكن خلال تقدمه من تدمير وغنم عدد من الآليات والأسلحة والعتاد، إضافة إلى أسر عدد كبير من الأفراد التابعين لحكومة الوفاق.

وبالتزامن مع ذلك،استهدف الجيش الوطني الليبي صباح الإثنين،عدة أهداف بمدينة سرت وسط البلاد،ونقل موقع "ارم نيوز" الاخباري عن مصدر عسكري، إن الغارات استهدفت عدة أماكن بقاعدة "القرضابية" الجوية، إضافة إلى مصنع للأعلاف في المدينة.وأكد أن الغارات "أصابت الأهداف بدقة".

وكشف مصدر عسكري تابع للقوات المسلحة العربية الليبية،في تصريح خاص لـ "بوابة أفريقيا الإخبارية"،أن "مقاتلات السلاح الجوي الليبي نفذت عدة ضربات استهدفت نقاط وتمركزات الجماعات الإرهابية في جنوب وشرق مدينة سرت، أدت الي تدمير عدة آليات ومدرعات وقتل وجرح من فيها، في الوقت الذي ترسم فيه القوات البرية خط دفاعي محكم الآن وربما يكون هجومي في الساعات القادمة بحسب تعليمات القائد العام خليفة حفتر".

وجاءت الضربات التي تعرضت لها مواقع الوفاق في سرت بهدف احباط مخططات تركية لاستهداف الجيش عبر المدينة.وكان المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي أكد، في مؤتمر صحفي له مساء الأحد، أن استطلاع سلاح الجوي الليبي رصد أعمال تطوير بقاعدة القرضابية التي سبق أن تم تدميرها. وأوضح أن "الأعمال التي رصدت تتمثل في تجهيز قاعدة للطيران المُسيَّر، وكذلك بعض الأعمال المتعلقة بالأمور الإلكترونية تحت إشراف خبراء عسكريين من تركيا".

وتسيطر قوات مصراتة التابعة لحكومة الوفاق، والمعروفة بعدائها المطلق لقائد الجيش الليبي خليفة حفتر، على مدينة سرت، منذ أن تمكنت من تحريرها من تنظيم داعش نهاية عام 2016،وتعد هذه المدينة مركز الثقل السياسي لتيار الإخوان المسلمين في ليبيا،كما تنتشر فيها عناصر "سرايا بنغازي" الهاربة من المدينة منذ 2014،وبعض العناصر الارهابية الفارة من مدينة درنة بعد تحريرها.

ويرى مراقبون أن الجيش الليبي لا ينظر إلى سرت على أنها معقل للإرهابيين فحسب، بل لأهميتها الاقتصادية أيضًا؛ حيث تطل المدينة على البحر المتوسط شمالا، من ثم تسمح السيطرة عليها بتضييق الخناق على الإرهابيين وتغلق أمامهم أهم أبواب ومنافذ التمويل والدعم، يضاف إلى ذلك قربها الجغرافي من الهلال النفطي، وهو ما يقلق الجيش الليبي من احتمالية تنفيذ هجمات مرتدة منطلقةً من المدينة على الهلال.

ويذكر أن سلاح الجو الليبي التابع للجيش الوطني، قام فجر الجمعة الماضي، بعدة ضربات جوية، صد من خلالها أكثر من محاولة للقوات الموالية لحكومة الوفاق للهجوم على الجفرة والهلال النفطي، فأسقط 3 طائرات تركية مسيرة، وقصف مجموعات مسلحة تابعة للوفاق في سرت وأبونجيم وأبوقرين.

وتعول حكومة الوفاق على الطائرات المسيرة التركية لشن غارات جوية على عدة مناطق في البلاد،وكشف مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش  العميد خالد المحجوب عن وجود صفقة درون تركية جديدة حصلت عليها حكومة الوفاق مؤخرا دفعت فيها الملايين من أموال الشعب الليبي..

ونقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن المحجوب قوله أن أجواء ليبيا شهدت على مدار الأيام الماضية تحليقا مكثفا لطائرات "البير قدار" التركية المسيرة من طراز "تي.بي 2" وأسقطت دفاعات الجيش ثلاثا منها في منطقة الجفرة بوسط ليبيا في أثناء إغارتها على قاعدة عسكرية تابعة للجيش فجر يوم الجمعة الماضي.

ويتهم الجيش الليبي، دولة تركيا، بقيادة المعارك في المنطقة الغربية لصالح الميليشيات المسلّحة المدعومة من حكومة الوفاق، عن طريق دعمها بالأسلحة والمعدات العسكرية وكذلك الطائرات المسيّرة.وقال الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، إن هناك خطًا بحريًا وجويًا بين تركيا ومصراته تقوم من خلاله تركيا بتزويد المليشيات بالدعم اللازم في حربها ضد الجيش الليبي.

وأضاف المسماري في مؤتمر صحفي مساء الأحد، أن الوضع الميداني في كافة المحاور تحت سيطرة قوات الجيش بشكل تام، مشيرًا إلى أن السلاح الجوي التابع للجيش يفرض سيطرة تامة على الأجواء بكل أنحاء ليبيا، مبينًا بأن استطلاع القوات الجوية رصد حركة بقاعدة القرضابية بسرت تتمثل في تجهيز قاعدة للطيران المسير وتوصيل تجهيزات إلكترونية لهذه القاعدة التي تم تدميرها في السابق من قبل مليشيات مصراته.

وأكد المسماري بأن معركة طرابلس ستشهد خلال الأيام القادمة ارتفاعًا في وتيرة العمليات العسكرية من قبل الجيش وستدخل المعركة مرحلة حاسمة جداً.وأشار إلى أن اشتباكات عنيفة دارت خلال الاثنتين وسبعين ساعة الماضية جنوب طرابلس، ما أدى إلى مقتل قياديين في صفوف المليشيات.مؤكدا أن كل القوات في حالة استنفار كامل في طرابلس للقيام بالمهام الموكلة إليها.

ومنذ الرابع من أبريل، تشن قوات الجيش الليبي هجوما على طرابلس، بهدف تطهيرها من الميليشيات المتطرفة والمسلحين المتحالفين معها.وبعد تقدم سريع تقف قوات الجيش على أبواب العاصمة، بمواجهة الميليشيات المدعومة أيضا من مجموعات مسلحة في مدينة مصراتة.وتدور معارك يوميا في الضاحية الجنوبية للعاصمة، وكذلك في جنوبي المدينة.ويعزو مسؤولون عسكريون تأخر الحسم في معركة طرابلس الى حماية المدنيين خاصة في ظل تمترس المليشيات في الأحياء والمنازل واستغلالها للمرافق العمومي على غرار مطار معيتيقة الذي تعرض لعدة ضربات.