تستمرالمعارك بين الجيش الليبي وتنظيم "داعش"، في بنغازي شرقي ليبيا، في إطار عملية عسكرية انطلقت قبل أيام وحقق خلالها الجيش تقدمًا كبيرًا- أعلن خلالها عن تحرير المدينة بالكامل من الجماعات الإرهابية،حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الليبي"القوات الموالية للحكومة الليبية المؤقتة" وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والتشكيلات المسلحة الموالية له ظهر السبت، في منطقة الهواري بمدينة بنغازي.

وقال قائد التحريات في القوات الخاصة "الصاعقة" فضل الحاسي قوله إن قوات الجيش دمرت آليات تابعة لمسلحي داعش، مؤكدا تكبد التنظيم خسائر فادحة في الأرواح، في وقت أصيب عنصران من القوات الخاصة خلال المواجهات التي وصفها الحاسي بـ"العنيفة". ولم يقدم أي تفاصيل عن حصيلة قتلى داعش في المواجهات.هذا وكان آمر مركز تدريب الحرية التابع للقوات الموالية للحكومة الليبية المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب، العقيد عبدالله الشعافي،أكد الخميس الماضي سيطرة القوات على معسكر السابع عشر من فبراير والحى الجامعى بالكامل. وقال الشعافى - فى تصريح صحفى- إن العمليات العسكرية لا تزال مستمرة بالمحور الغربي، لتضييق الخناق على تنظيم "داعش" والتشكيلات المسلحة الموالية له ببقية مواقع تحصنهم بالمحور الغربي. وأوضح الشعافى أن الهجوم كان بقيادة آمر الكتيبة "204 دبابات" العقيد المهدى البرغثي، وأن الكتيبة غنمت عددًا من العربات المسلحة، مشيرًا إلى أسر أحد مقاتلى التنظيم -تونسى الجنسية- بالإضافة إلى خسائر بشرية فادحة فى صفوفهم.

من ناحية أخرى قال الناطق الرسمى للقوات الخاصة ببنغازى العقيد ميلود الزوى أن قوات الجيش تتقدم بكافة محاور القتال، محققة انتصارات كبيرة على قوات مجلس شورى ثوار بنغازى وأنصار الشريعة وتنظيم "داعش" الإرهابى.وكان القائد العام للجيش الليبي الفريق أول خليفة حفتر، تعهد في وقت سابق بـ"نصر نهائي" على الجماعات المتشددة في ليبيا، بعد نجاح القوات الحكومية في إلحاق هزيمة قاسية بداعش في بنغازي.ويسعى الجيش الليبي، إلى بسط سيطرته على كافة الأراضي الليبية، بعد استغلال هذه الجماعات الفوضى التي تغرق البلاد، وأعلن الملازم محمد أبسيط، آمر كتيبة 121 إجدابيا التابعة للجيش الليبي عن "تحرير مدينة إجدابيا من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها ومن غربها إلى شرقها بالكامل".

وفيما شهدت مدينة بنغازي حفاوة الليبيين بتحقيق الانتصار الذي حققه الجيش بعد تحريره لأحياء رئيسية في المدينة من قبضة داعش، وأقيمت بالمناسبة احتفالات شعبية في الشوارع الرئيسية للمدينة للتعبير عن الفرحة بالانتصار الذي انتظروه لمدة طويلة وبعودة الحياة إلى طبيعتها في مدينتهم.ويواصل الجيش الليبي مساعيه لتحرير ليبيا من أيدي التنظيمات الإرهابية التي باتت مسيطرة على معظم المدن،حيث شهدت البلاد حالة من الفوضى ساعدت في توغل وتنامي الجماعات المسلحة، وبدأت تتوغل في معظم المدن الحيوية في ليبيا واتخذت بعضها معقلًا لها.وتوقع متابعون أن تنجح القوات المسلحة في تحرير كامل المناطق في بنغازي وتحجيم تنظيم داعش، موضحين أنه بتحريرها سيسهل على الجيش التحرك باتجاه إجدابيا ومنها إلى النوفلية وبن جواد على مشارف سرت.

وفي الوقت الذي نجح التنظيم الإرهابي "داعش" في التنامي والتوغل داخل الأراضي الليبية، وكذلك اتخاذه معاقل لها في عدة مدن حيوية، وبعد مرور ما يقارب عامين، بدأ الجيش الليبي في دك معاقله للقضاء عليه بعد محاولات عديدة خلال المرحلة السابقة جميعها باءت بالفشل.إلى ذلك باركت مجموعة اللقاء التشاوري "القاهرة- تونس" الخميس الماضي الانتصارات الباهرة على قوى الإرهاب في مدينة بنغازي الصامدة والتي تحققت على أيدي القوات العربية الليبية المسلحة من كافة منسبيها من ضباط وضباط صف وجنود، والقوى المدنية المساندة لهم من سكان المدينة.وأكدت المجموعة في بيان لها على ضرورة مواصلة الجيش جهوده في محاربة الإرهاب، والإشادة ببياناته حول أهمية الالتزام بسيادة القانون والعدالة، فضلاً عن التأكيد على دعم جهود المؤسسة العسكرية المرتكزة على استقلاليتها عن أي نشاط سياسي، والتزامها بدعم الجهود السياسية الساعية إلى بناء الدولة المدنية الديمقراطية.

ودعت المجموعة كل المؤسسات الرسمية الحكومية القائمة إلى ضرورة تقديم كل أنواع الدعم اللازم لقوات الجيش والمؤسسات البلدية من أجل تطهير المدينة من آثار الحرب، وتوفير كل ما من شأنه المساهمة في إعادة الحياة الطبيعية إلى المدينة بما في ذلك فتح وتشغيل كافة منافذها البرية والبحرية والجوية.وكان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية دعا في يناير الماضي إلى ضرورة دعم الجيش الوطني الليبي، حتى يتمكن من القضاء على التنظيمات الإرهابية المسلحة.إلى ذلك أكد المتحدث باسم الكتيبة 309 بالجيش الليبي، المنذر الخرطوش، لـ "سبوتنيك"، الجمعة 4 مارس 2016، على ضرورة دعم المجتمع الدولي للجيش الليبي ورفع حظر التسليح المفروض عليه، حتى يتمكن من هزيمة تنظيم "داعش" والميليشيات المتشددة.وأضاف الخرطوش، أن "عناصر التنظيم والميليشيات المتطرفة تواجه الجيش بأسلحة متطورة… الجيش بحاجة لدعم، إننا نواجه صعوبات".وتساءل إلى متى يستمر حظر السلاح المفروض من المجتمع الدولي على الجيش الليبي.

على صعيد آخر حذرت الجزائر،الخميس الماضي، من أي تدخل عسكري محتمل جديد في ليبيا، مجددة تمسكها بالحل السياسي التوافقي للأزمة التي يغرق فيها هذا البلد المجاور.ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن وزير الخارجية رمطان لعمامرة قوله إن "أي تدخل عسكري آخر في ليبيا سينجر عنه المزيد من الخراب والخسائر البشرية". وتتواتر منذ 10 أيام معلومات عن وجود عناصر قوات خاصة فرنسية وأميركية وبريطانية في ليبيا، البلد الذي تمزقه أعمال العنف بين فصائل مسلحة منذ الإطاحة بنظام القذافي في 2011. وأضاف لعمامرة أن "المغامرات العسكرية ليس لها أي حظ لحل هذا المشكل لا في القريب العاجل ولا حتى في الأمد البعيد".وجدد التأكيد على أن الجزائر "مع احترام حق ليبيا في بناء النظام الذي تراه مناسبا لشعبها.

ويسعى الجيش الليبي، إلى بسط سيطرته على كافة الأراضي الليبية،وقام بطرد جميع عناصر داعش الإرهابية من بنغازي بالكامل، ليستكمل مسيرة تحرير الأراضي الليبية ويدخل على مدينة "سرت" ليعيدها بعدما سيطر عليها التنظيم أيضًا منذ عام.وتوقع سعيد رشوان وكيل وزارة الخارجية الليبية السابق في تصريح إعلامي، قرب نهاية داعش في ليبيا مستندًا في ذلك إلى الانتصارات الأخيرة التي حققها الجيش في بنغازي، وكذلك سيطرته على مدينة إجدابيا.ويرى متابعون أنه من السابق لأوانه الحكم والتكهن بمستقبل تنظيم داعش في ليبيا، معتبرين أن التطورات الأخيرة قد تكون خطة استراتيجية مدروسة من خطط التنظيم المستقبلية.

وتشعر أوروبا والولايات المتحدة بمزيد من القلق بشان تمدد تنظيم داعش في ليبيا، التي تسودها الفوضى منذ الإطاحة برئيسها معمر القذافي في 2011 بدعم من حلف شمال الاطلسي، ناتو، وتدرسان رداً عسكرياً على هذا التهديد.