بعد سنوات من الفوضى والتهريب والهجمات الإرهابية على يد المجموعات المسلحة؛ بدأت قوات الجيش الليبي عملية عسكرية واسعة النطاق في الجنوب الليبي بهدف تطهيره خاصة من العصابات التشادية و المجموعات المساندة لإبراهيم الجضران.

ويشهد الجنوب الليبي توترا أمنيا بسبب هجمات لمجموعات مسلحة تابعة للمعارضة التشادية، التي تتهم بممارسة الخطف والنهب والتهريب فضلا عن الوجود المكثف للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "داعش"، الذي يسعى جاهدا لتنظيم صفوفه وإيجاد قاعدة للتمركز وشن عمليات إرهابية في الداخل الليبي.

من ذلك،أعلن الناطق باسم الجيش الوطني، العميد أحمد المسماري، وقوع 3 قتلى من صفوف الجيش في مواجهاته مع العصابات التشادية والمجموعات الموالية لإبراهيم الجضران في الجنوب.

وأكد المسماري أن كتائب الجيش قد ألحقت خسائر كبيرة بالجماعات الإرهابية والعصابات التشادية المُتواجدة جنوب منطقة غدوة، عقب اشتباكات عنيفة اندلعت صباح اليوم.

وبسط الجيش أمس الخميس سيطرته على كامل منطقة غدوة الواقعة جنوبي مدينة سبها، وبدأت قواته في تمشيط المدينة على الفور.

يذكر أن الجنوب الليبي يعيش منذ فترة طويلة ظروفا أمنية صعبة تتمثل في الانفلات الأمني، حيث كثرت حالات خطف المسافرين والاعتداء عليهم.

هذا وكان قد أعلن الجيش الليبي، في 15 يناير/ كانون الثاني، انطلاق عملية عسكرية لتطهير مناطق الجنوب الغربي للبلاد من إرهابيي تنظيمي داعش والقاعدة، والعصابات الإجرامية.

في نفس الإطار،أصدر مكتب النائب العام  في 3 يناير المنصرم أوامر قبض على عدد من قيادات المتمردين التشاديين كان من بينهم محمد حكيمي المتهم بالمشاركة فى عدة هجمات ومعارك رفقة مليشيات سرايا الدفاع عن بنغازي وبقايا قوات جضران الذي أُدرج بدوره على ذات القائمة.

ويعد حكيمي من أشرس القيادات التشادية المتمردة وأكثرها إرتزاقاً مع كل من يستطيع أن يدفع له المال بما فى ذلك تنظيم القاعدة ، كما أنه الذراع اليمنى للقيادي فى المعارضة التشادية المقيم فى الدوحة تيمان أرديمي  والذي أدرجه النائب العام أيضاً على قائمته الخاصة للمطلوبين التشاديين فى ليبيا.

وتحظى عملية التطهير التي يقوم بها الجيش في الجنوب بحظوة و ترحيب شعبي واسع النطاق حيث قام وفد من مشايخ وأعيان وحكماء ونشطاء 23 بلدية من بلديات المنطقة الغربية بإجراء زيارة إلى غرفة عمليات تطهير الجنوب بقاعدة تمنهنت الجوية.

وكان الجضران قد ظهر بعد طول غياب في شريط فيديو يهدد بمواجهة قوات الجيش الليبي. ويبدو أنه استغل حالة الفراغ الأمني ليعقد تحالفات مع الميليشيات التشادية لتعزيز نفوذه في المنطقة.

وثمن الوفد جهود القوات المسلحة في تطهير شرق البلاد وجنوبها، مؤكدين انتظارهم لاستقبال القوات المسلحة في غرب البلاد لالتحامهم بها.

يرى مراقبون أن الجيش الليبي لم يكتفي بعملية تطهير الجنوب بل يحارب في أكثر من جبهة في حرب واسعة النطاق ضد العصابات التشادية و المجموعات الإرهابية بالأساس.

في نفس السياق،صرّح المحلل السياسي محمود المصراتي ل"سبوتنيك":"إن التحام الكتائب في الغرب بالقوات المسلحة الليبية يمثل أهمية كبرى، خاصة أن الكتائب الموجودة في الغرب كانت شبه خاملة، وأن منطقة طوق الحمادة تمثل أهمية كبرى، كما أن طوق العاصمة سينضم إلى القوات المسلحة خلال الأيام المقبلة، ويبدأ من الزاوية وصرمان وترهونة، حيث يتم العمل على إعلان منطقة غريان انضمامها للقوات المسلحة، وأن التحركات الحالية تهدف للسيطرة على العاصمة الليبية عبر حمايتها من كافة الجهات، الأمر الذي يسهل تسليمها للقوات المسلحة دون قطرة دم واحد".

ويرى متابعون أنه في ظل الإنتصارات المتتالية التي يحققها الجيش الليبي بداية من تحرير درنة و دحر داعش في عديد المعاقل التي استوطنت بها فضلا عن تأمين مقدرات الجيش الليبي خاصة النفطية من براثن عصابات الجضران فإنه من العبث إقصاء المؤسسة العسكرية من أي تسوية سياسية لأنها بمفعول كل ما ذكر سابقا ستكون الحصان الأسود في المشهد السياسي.