فتحت أجهزة الأمن الجزائرية تحقيقا للتأكد من صحة بيان نشرته مواقع "جهادية" منذ أيام أعلن من خلاله قادة في تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" انشقاقهم والتحاقهم بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش".

وقال مصدر أمني جزائري، لوكالة الأناضول، طلب عدم الكشف عن هويته، إن "أجهزة الأمن تبحث  في مسألتين الأولى مدى جدية البيان الذي أشار إلى التحاق ما يسمى منطقة الوسط في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بتنظيم الدولة الإسلامية، أما القضية الثانية فهي العدد الحقيقي للمنشقين عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب".

وأشار إلى أن "حدثا كهذا سينجم عنه اقتتال داخلي بين رفقاء السلاح في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، كما أنه قد يؤدي إلى اختفاء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب بالكامل".

لكن الأهم في التحقيق الجاري حاليا، حسب نفس المصدر، "هو التأكد أولا من أن البيان صدر بالفعل عن  أمير منطقة الوسط في قاعدة المغرب خالد أبو سليمان، كما تنتظر مصالح الأمن رد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب على البيان".

وأعلنت جماعة "جهادية" تنشط بالجزائر منذ أيام، تطلق على نفسها "جند الخلافة"، انشقاقها عن "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ومبايعة أبوبكر البغدادي زعيم "الدولة الإسلامية"، متهمة القاعدة بـ"حيادها عن جادة الصواب".

وأكد أمير منطقة الوسط في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي خالد أبو سليمان- واسمه الحقيقي قوري عبد المالك - في بيان نشرته مواقع جهادية، قيادته للفصيل الجهادي الجديد، وانضم إليه قائد منطقة في شرق الجزائر يتخذها جناح القاعدة في شمال أفريقيا مقرا له.

ولم تنشر المواقع المحسوبة على القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي البيان كما أن المركز الأمريكي لمراقبة المواقع الإسلامية – سايت - لم ينشر البيان بشكل أثار تساؤلات حول صدقيته ومصدره.

وقال العقيد المتقاعد من الجيش الجزائري دحمان سنيوس، لوكالة الأناضول، "أنا شخصيا أشك في مصداقية البيان لكن في حالة صدوره عن  أعضاء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب فإن هذا يعني تحولا جوهريا في الحرب على الإرهاب في الجزائر ".

 وأضاف المتحدث "كما أن تحول الجماعة السلفية إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي نتج عنه عمليات إرهابية دموية قبل 9 سنوات ووجود داعش في الجزائر سيغير  الكثير من المعطيات الأمنية والعسكرية في مجال مكافحة الإرهاب".

 وأضاف "سنيوس"  "أعتقد أن مصالح الأمن الجزائرية يمكنها في النهاية التحكم في الوضع وإيجاد  الحلول  اللازمة".

ويخضع تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" لتقسيمين حسب المناطق وهي الوسط والشرق والغرب والجنوب والصحراء أو منطقة الساحل، كما يخضع لتقسيم حسب الكتائب والسريا، ويقدر عدد أعضاء منطقة الوسط في التنظيم، التي أعلن في البيان عن انشقاقها، بأكثر من 60 وهم من أكثر "المسلحين تدريبا" وتضم  جزائريين وموريتانيين ومغاربة، وأغلبهم موجود في الجبال المحيطة بالعاصمة الجزائر منذ أكثر من 10سنوات، حسب خبراء أمنيين.