أكد مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم الخميس، دعمه لجهود المصالحة والحوار بين أطراف الأزمة في ليبيا، دون أن يتطرق للتحركات العسكرية التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر في بنغازي شرقي البلاد.

وفي البيان الختامي للاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة، الذي عقد اليوم بمقر الأمانة العامة في القاهرة، أوضح المجلس أنه يدعم مساعي الأمين العام للجامعة نبيل العربي وممثله إلى ليبيا ناصر القدوة، بما يمكن ليبيا من إرساء دعائم مؤسسات الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية.وأوضح البيان أن الاجتماع الذي رأسه العربي وحضره المندوبون الدائمون إضافة إلى القدوة، أطلع فيه العربي المندوبين الدائمين على مجمل الاتصالات التي أجراها حول تطورات الاوضاع في ليبيا، وكذلك الاتصالات التي أجراها القدوة بهذا الشأن.

من جانبه أكد السفير عاشور بوراشد المندوب الدائم لليبيا لدى الجامعة العربية ترحيبه بمبادرة الأمين العام للجامعة العربية بتكليفه ناصر القدوة ممثلاً له بدولة ليبيا.وفي تصريح له في ختام الاجتماع، أثنى بوراشد على حرص الجامعة للتواجد في المشهد الليبي لدعم المسار الديمقراطي الذي اختاره الشعب فيها منذ ثورة 17 فبراير/شباط 2011 ضد حكم الرئيس السابق معمر القذافي.ولفت إلى أهمية تكليف مبعوث للجامعة في ليبيا لدعم الدولة فيها وجهودها في بناء مؤسساتها ودعم الحوار والمصالحة.

وأشار المندوب الدائم لدى الجامعة، إلى أن اجتماع اليوم لم يتطرق إلى التحركات العسكرية التي يقودها خليفة حفتر في بنغازي.ونوه إلى أن القدوة من الممكن أن يتسلم مهامه في ليبيا بعد تشكيل الحكومة الجديدة فيها.من جانبه، أكد السفير طارق عادل، مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية، ما ذكره بوراشد أن اجتماع المندوبين الدائمين اليوم لم يتطرق للتحركات العسكرية التى يقودها حفتر شرقي ليبيا.

وأوضح عادل، أن اجتماع اليوم كان بهدف عرض الاتصالات والمشاورات التى أجرها العربي والقدوة فيما يتعلق بأسلوب التحرك للفترة القادمة بشأن الوضع في ليبيا.وأوضح المندوب المصري في الجامعة أن القدوة، بصدد إعداد ورقة تتعلق بكيفية التعامل على المدى القريب والبعيد بالنسبة للقضية الليبية على أن يتقدم بها للأمين العام فور انتهائه من الزيارات والمشاورات التي يقوم بها سواء مع وزراء خارجية دول الجوار الليبي أو وزراء خارجية الدول العربية.

وكلفت الجامعة العربية، السبت الماضي، وزير خارجية فلسطين الأسبق، ناصر القدوة، بمنصب مبعوث الأمين العام للجامعة العربية لدى ليبيا، وذلك في ضوء الأوضاع الأمنية المتدهورة التي تشهدها الأخيرة وتصاعد أعمال العنف فيها.وتشهد الأوضاع الميدانية في ليبيا، تصعيدا كبيرا، منذ الجمعة الماضي، بعد وقوع اشتباكات مسلحة بين قوات تابعة لحفتر وبين مسلحين إسلاميين، يتبعون رئاسة أركان الجيش الليبي، في محاولة للسيطرة على مدينة بنغازي شرقي البلاد، مما خلف نحو 80 قتيلا.

وبينما يقول حفتر إنه يسعى إلى "تطهير بنغازي من المليشيات المتهمة بالوقوف وراء عدم استقرار الأمن في المدينة"، تعتبر الحكومة الليبية أن تحركه يمثل "انقلابا على شرعية الدولة"، ومحاولة لإفشال ثورة 17 فبراير/ شباط 2011 التي أطاحت بنظام معمر القذافي.وأدت العمليات العسكرية التي يقودها حفتر، لانقسام كبير بين القادة العسكريين، حيث انضمت وحدات تابعة للجيش الليبي، لقوات حفتر، فيما أكدت أخرى على تمسكها بالمسار الديمقراطي والمؤسسات الشرعية.