نشرت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الإثنين تقريرا حول أخر تطورات الأوضاع في ليبيا بعد إعلان وقف إطلاق النار حول العاصمة طرابلس بعد دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى هذا الأمر، وأشارت الصحيفة إلى تنامي دور موسكو في المنطقة وتحديدا في سوريا وليبيا.
وقالت الصحيفة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حقق ما يشبه انقلابًا دبلوماسيًا كبيرًا من خلال ترتيب قمة مصغرة في موسكو بين أطراف الحرب الأهلية الطويلة في ليبيا.
وأضافت الصحيفة ليس من الواضح ما إذا كان المشير  خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، وفايز السراج رئيس وزراء حكومة الوفقا الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في طرابلس سيلتقيان، ولكن حضور الجانبين في العاصمة الروسية هو تأكيد لدور روسيا المتزايد في ليبيا.


وفشلت الدول الأوروبية المنقسمة في إنهاء هجوم جراي منذ تسعة أشهرعلى طرابلس من قبل قوات الجيش الوطني الليبي.
ومن المقرر أن يوقع الزعيمان ووفدهما اتفاق هدنة مما يعزز اتفاقًا توصل إليه الرجلان بشكل منفصل لوقف إطلاق النار في نهاية الأسبوع.
بدأ سريان وقف إطلاق النار الذي طالبت به روسيا وتركيا الأسبوع الماضي أمس الأحد لكنه خرق بشكل متقطع.
وكان السراج قد طالب في وقت سابق بأن تنسحب قوات الجيش الوطني الليبي إلى مواقعها قبل بداية هجوم أبريل. ويُنظر إلى وقف إطلاق النار باعتباره مقدمة ضرورية لإجراء محادثات أوسع نطاقًا. وسيحضر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أيضًا اجتماع موسكو.
إذا التقى الخصمان الليبيين وجهاً لوجه فلن يكون ذلك للمرة الأولى، لكنه سيكون أول اجتماع مباشر منذ أن شن الجيش الوطني الليبي  هجومه على طرابلس، الذي ندد به السراج باعتباره جريمة حرب.
وسبق أن التقى الرجلان وجهاً لوجه في أبو ظبي وباريس للتوقيع على اتفاقيات سلام مختلفة انهارت بعد ذلك.
وفي الأسبوع الماضي فقط رفض السراج المضي قدمًا في الاجتماع المزمع عقده في روما مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، بعد أن علم أن كونتي كان يقابل حفتر أيضًا. وأجرى السراج لاحقًا اجتماع روما يوم السبت، ولكن من دون حفتر.
وزادت روسيا من نفوذها في ليبيا من خلال السماح لعدد صغير من المرتزقة الروس المرتبطين بمجموعة فاجنر الخاصة بالعمل بالقرب من طرابلس، ويصر الرئيس بوتين على أنه إذا كانت هناك مواطنين روس في ليبيا فأن هذا بمعزل عن أي موقف رسمي.
وتعد المناورات الدبلوماسية بين أوروبا وتركيا وروسيا حول ليبيا مهمة لأن الدولة التي سيعود إليها في النهاية إحلال السلام في ليبيا من المرجح أن تستفيد من حيث المكانة الدبلوماسية وحتى العقود المستقبلية.

وعلى الرغم من أن ليبيا وسوريا حالتان مختلفتان للغاية، إلا أن هناك بعض أوجه الشبه مع الطريقة التي استحوذ بها تحالف مضطرب من تركيا وروسيا وإيران على المفاوضات السياسية في سوريا وانتزاع المبادرة من الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة.
ولم يتضح بعد ما إذا كان بوتين يحاول إخراج أوروبا من عملية صنع السلام أم أنه على استعداد للعمل مع الدول الأوروبية.
والتقى بوتين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في عطلة نهاية الأسبوع في روسيا. ومن المقرر أن تعقد برلين مؤتمرا للسلام مع الأطراف المعنية الرئيسية ومجموعة من الجهات الخارجية الفاعلة ، ولكن لم يتم تحديد موعد للحدث الذي تم تأجيله بشكل متكرر.
وتحاول إيطاليا -التي كانت تعتبر ذات يوم صانع القرار البارز في ليبيا- استعادة الأرض المفقودة من خلال اقتراح عملية سلام ثلاثية مع روسيا وتركيا. وتعرض كونتي لانتقادات داخلية عنيفة بسبب سوء إدارته للأزمة ، ولأنه لم يعد ذا صلة. ومن المقرر أن يلتقي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم.


وبشكل منفصل تسعى المفوضية الأوروبية الجديدة إلى لعب دور أكثر نشاطًا.
وتوجه رئيس المجلس الأوروبي تشارلز مايكل أمس الأحد إلى القاهرة لإجراء محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أحد أقوى مؤيدي حفتر. والمفوضية الجديدة  -التي تشعر بالقلق من انسحاب الولايات المتحدة في الشرق الأوسط- تسعى بشدة إلى عدم ترك فراغ غربي يملؤه تركيا وروسيا.
ويبدو أن تركيا قد اشترت نفسها بعض النفوذ في مستقبل محادثات ليبيا بإعلانها أنها مستعدة لإرسال قوات إلى هناك للمساعدة في دعم حكومة الوفاق الوطني بقيادة السراج.
وتزعم شخصيات عسكرية في ميليشيات حكومة الوفاق الوطني أن ما يصل إلى 500 مرتزق روسي كانوا يعملون في جنوبي طرابلس، وكانت هناك دلائل على أنهم قد تم سحبهم من الخطوط الأمامية في نهاية الأسبوع.
وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع بوتين اليوم لإخباره أنه يؤيد وقف إطلاق النار الذي كان "ذا مصداقية ودائم ويمكن التحقق منه".