مرّت سنة منذ أن أمر المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي بالتوجه نحو طرابلس في الرابع من أبريل في إطار عملية عسكرية لتطهير العاصمة من سطوة الميليشيات.

هذه الحرب لم تكن بمعزل عن التدخل الأجنبي في البلاد الذي امتد منذ أحداث 2011،إذ لا تزال حكومة الوفاق تتلقى تعزيزات من الأسلحة والمقاتلين من تركيا، في خرق واضح لتفاهمات مؤتمر برلين الذي نص على تنفيذ قرار الأمم المتحدة بحظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا ومنع التدخل الخارجي فيها، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى إطلاق مهمة في البحر المتوسط لوقف تدفق الأسلحة إلى ليبيا.

وأفاد المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، بأنّ بارجة تركية تتمركز على سواحل غرب ليبيا قصفت منطقة العجيلات بالصواريخ، دون حدوث أيّة خسائر.



وكانت البوارج التركية المتمركزة في عرض البحر قبالة السواحل الليبية يقتصر دورها على مرافقة سفن شحن نقل أسلحة ومعدات عسكرية وإرهابيين ومرتزقة سوريين لدعم حكومة فايز السراج.

وقال المسماري، في تصريحات صحفية، إنّ ضربات الجيش الليبي ضدّ غرفة عمليات الطيران المسير بالكلية الجوية بمصراتة، أدّت إلى مقتل 20 عسكرياً تركياً.

وأوضح أنّ 7 أتراك تمّ استهدافهم داخل غرفة العمليات، و13 آخرين قتلوا في مقر الإقامة التابع للكلية الجوية بمدينة مصراتة خلال ضربات الجيش الوطني، الأول من أمس.

وتابع المسماري: "القتلى الأتراك الذين تمّ استهدافهم ينضمون لحصيلة قتلى جيش تركيا في ليبيا، لترتفع لأكثر من 50 قتيلاً، عقب مذكرتَي تفاهم وقعهما كلّ من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس حكومة الوفاق غير الدستورية، فايز السراج، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي".

وأشار المسماري أيضاً إلى حصيلة قتلى مرتزقة أردوغان في ليبيا، التي بلغت نحو 500 عنصر، خلال الأسبوع الماضي، لافتاً إلى أنّ ميليشيات السراج تضع المرتزقة في الصدارة "في أغلب الجبهات"، خاصة في شرق مصراتة ومحيط العاصمة طرابلس.

وأكد رئيس أركان البحرية في الجيش الوطني الليبى، اللواء فرج المهدوى؛ أن الجيش يملك اليوم القدرة على دحر التدخل التركي، وإفشال مخططه في البلاد.

وأضاف المهدوي، أن "القوات المسلحة مستعدة وتملك اليوم القدرة الكافية لدحر التدخل التركي، وإفشال مخططه في ليبيا".

في نفس السياق،استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الأحد 22 كانون الأول، للمرة الثانية في أقل من شهر، رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، بعد أيام قليلة من الحديث عن إرسال قوات إلى ليبيا لدعمها.

وقال أردوغان للتلفزيون التركي "سنحمي حقوق ليبيا وتركيا في شرق البحر المتوسط". "نحن أكثر من مستعدين لتقديم كل الدعم اللازم لليبيا".

في ذات الصدد،كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن رسالة تحذيرية أطلقها عنصر من المرتزقة الموالين لتركيا في ليبيا.

الرسالة التحذيرية تطالب المقاتلين السوريين بعدم الذهاب إلى ليبيا بسبب تخلف تركيا عن الإيفاء بوعودها وسط حالة مذرية يعيشها المرتزقة هنا، الرسالة التحذيرية أعلن مطلقها عن ندم كل القادمين إلى ليبيا.

وكان المرصد السوري قد رصد مقتل المزيد من الفصائل السورية في المعارك مع الجيش الليبي حيث لقي 8 مقاتلين مصرعهم خلال الأيام القليلة الماضية بعضهم جرى نقله إلى الأراضي السورية ودفنه وبلغت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا 151 مقاتلا.

ويرى مراقبون أنالاهتمام الاستراتيجي لتركيا بليبيا يتمثل في تطوير سياسة متوسطية قابلة لأن تتنافس مع سياسة الأوروبيين. وقال إنّ الحسابات الاقتصادية عامل آخر؛ حيث تقدم ليبيا آفاقاً هائلة لتركيا فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية وإعادة الإعمار

وقد ترغب تركيا أيضاً في إظهار قدراتها العسكرية عن طريق بيع الأسلحة إلى حكومة الوفاق الوطني المتمركزة في طرابلس.

بالتالي فإننا أمام ضرورة تدخل المجتمع الدولي من أجل الوصول إلى حل للحرب، وممارسة ضغوط كبيرة على تركيا، لكن الواقع الحالي لا ينبؤ بأن  الدول الغربية جاهزة  وطالما الأمر كذلك، فإن فرص الحل السياسي غير متوفرة عمليا.