كشف الرئيس السوداني عمر حسن البشير عن زوال حالة الفتور التي اعترت علاقة بلاده مع السعودية أخيراً، بفضل الاتصالات المستمرة مع قيادة المملكة، وتصحيح المعلومات المغلوطة التي كانت تردها من خلال "جهات ذات غرض" على حد تعبيره، وفقاً لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.

أكد البشير أن هناك سلسلة من التلفيقات التي دأبت عليها بعض الجهات ذات الأجندة لتعكير صفو العلاقة مع الخليج وضرب السودان في مقتل سياسياً واقتصادياً وأكد البشير أن "العلاقات السودانية - السعودية راسخة ومتجذرة بعمق التاريخ على جميع المستويات، ويلاحظ ذلك أي مقيم أو مواطن في السعودية".

وأضاف: "مرت علاقتنا مع السعودية بفترة فتور، وليست فترة توتر، لأنه لا يوجد فيما يجري بين البلدين ما من شأنه أن يوتر العلاقات، وحتى الفتور نفسه ما كان ليحصل لولا تسرّب كمّ كبير من المعلومات المغلوطة التي تُنقل عن أوضاع السودان، وعن علاقات السودان الخارجية، خاصة علاقتنا مع إيران، إذ شابتها المزايدات والتضخيم والتهويل".

واعتبر البشير أن "ليست هناك أية علاقة استراتيجية مع إيران، بل علاقة عادية جداً، وكما ذكرت، هناك غرض للتهويل تُضخ من أجله معلومات من جهات ذات أجندة"، متوقفاً عند "مثال بسيط"، يتمثّل بـالضجة التي أثيرت حول وجود سفن حربية في مياه بورتسودان، إذ قال: "الحقيقة المجردة أن هذه السفن جاءت قبل شهرين إلى البحر الأحمر، وطلبت الدخول إلى ميناء بورتسودان من وزارة الدفاع، غير أنها لم ترد عليهم، ورأوا أن عدم الرد يعني الرفض، غير أن هذه السفن نفسها دخلت المياه والموانئ السعودية، لأن الأصل في هذه الموانئ أنها تقدم خدمات تزويد الوقود وملحقاته، ومع ذلك لم نسمع خبراً واحداً ذُكر عنها".

وتابع: "بدأ الإيرانيون يتحدثون لبعض الجهات حول أن السودانيين رفضوا أن يسمحوا لسفنهم بالدخول إلى بورتسودان مجاملة للسعودية، في حين أن سفننا أدخلناها الموانئ السعودية التي يجاملونها، لذلك في الرحلة الثانية للسفن الإيرانية سُمح لهم بالدخول إلى ميناء بورتسودان، ولكن أؤكد لك أن كل ذلك يدخل في إطار العلاقات العادية جداً جداً"، معتبراً أن هناك إمكانية  دخول سفن روسية أو أمريكية أو صينية أو إيرانية إلى الميناء "بغرض التزود بالخدمات المطلوبة فقط، التي يمكن أن تتلقاها في أي ميناء، بما في ذلك ميناء جدة، وهذه الصورة التي أنقلها توضح مدى التهويل والتضخيم في علاقاتنا مع إيران".

وقال الرئيس السوداني: "شرحنا رؤيتنا وحقيقة علاقتنا مع طهران، بأن كل المعلومات التي كانت ترد للقيادة السعودية في هذا الإطار كانت مغلوطة ومصطنعة ومهوّلة ومضخمة"، مشيراً إلى أن القرار الأخير بإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية "اتخذناه كخطوة استراتيجية، وليس تمويهاً على الخليجيين".

وأضاف البشير: "لا بد من التذكير بألا ندع الحرب على داعش يحجب دخانها أبصارنا عن الذي يفعله الحوثيون في اليمن، فهناك التوتر على أشده، واليمن في وضع خطير، لأنه يجمع أشتاتاً من القبائل المسلحة، وهناك جنوب يبحث الانفصال عن الشمال، وبالتالي فإننا في حاجة ماسة لجمع صفنا لمواجهة كل تلك التحديات، ولا بد لتحقيق ذلك أن نتناسى خلافاتنا، مهما بلغت من الحدة"، محذراً بقوله: "نحن الآن إما أن نبقى أو لا نبقى، وما حصل في العراق يمكن أن يحدث في أي منطقة أخرى من العالم العربي".

وأكد الرئيس السوداني أن أجندة لقائه الرئيس المصري تتضمن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن دفع الاتفاقيات الثنائية التي أبرمت، ومنها اتفاقية الحريات الأربع، إلى التنفيذ، مبيناً أنها كفيلة بإذابة الحدود بين البلدين، ومشيراً إلى أن العلاقة مصيرية، ولا بد من تعزيزها وإعادة الدور المشترك على كافة المستويات.

وفيما يتعلق بالوثيقة التي جرى تداولها أخيراً، ونشرها الباحث الأمريكي المتخصص بالشأن السوداني إيريك ريفز، حول اجتماع للقيادات العسكرية والسياسية والأمنية بالخرطوم، بأنه يهدف لتعزيز استراتيجيتها مع إيران والتمويه على الخليجيين بالعلاقات الاقتصادية والاستثمارية، أكد البشير أنها "سلسلة من التلفيقات التي دأبت عليها بعض الجهات ذات الأجندة، لتعكير صفو العلاقة مع الخليج، وضرب السودان في مقتل، سياسياً واقتصادياً".