تكرر السيناريو المرعب ذاته في أوروبا، فقد تحولت سيارة عادية، دون أسلحة أو متفجرات أو تفخيخ، إلى آلة للقتل، وهذه المرة في العاصمة الفرنسية باريس.

ومرة جديدة، يلجأ الإرهاب إلى هذه الطريقة غير المكلفة التي لا تثير في العادة حفيظة قوات الأمن، لحصد الأرواح في أوروبا، لكنه لم يتمكن في هذا الهجوم سوى من إصابة 6 جنود فرنسيين، في هجوم الأربعاء.

ولا تتطلب عمليات الدهس إلا مركبات فقط، تقاد بسرعة كبيرة للانقضاض على الهدف، حتى بات هذا الأسلوب الأكثر مرونة وسهولة في تنفيذ الأهداف، والأقل تكلفة.

ولبساطة هذا الأسلوب وصعوبة التنبؤ به قبل تنفيذه، باتت عمليات الدهس شائعة في عدد من الدول الأوروبية في الآونة الأخيرة، وأصبح خطر وقوع حادث مماثل محتملا دائما في أنحاء القارة.

ولعل أبرز حوادث الدهس في أوروبا وقعت يوم 14 يوليو 2016، عندما قاد إرهابي شاحنة في مدينة نيس جنوبي فرنسا، وكانت حصيلة هذا الهجوم الذي تبناه تنظيم "داعش"، 84 قتيلا و434 جريحا، كانوا يحضرون احتفالا وطنيا في المدينة.

وفي 19 ديسمبر من العام الماضي، شهدت العاصمة الألمانية برلين هي الأخرى عملية دهس، حيث استولى طالب اللجوء التونسي أنيس العامري على شاحنة، ودهس عددا من المارة، مما أدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة 56 آخرين.

حتى السويد التي عرف عنها الهدوء والبعد عن عين الإرهاب، تجرعت من نفس الكأس في السابع من أبريل الماضي، حيث قتل 4 أشخاص في عملية دهس بشاحنة، وأصيب 15 آخرون، وسط العاصمة ستوكهولم.

وفي الخامس والعشرين من فبراير من العام الجاري، تكرر سيناريو الدهس في ألمانيا، بعملية استهدفت المارة في هايدلبرغ، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين.

واهتز أمن العاصمة البريطانية لندن في الثالث والعشرين من مارس المنصرم، على وقع حادثة دهس استهدف خلاله منفذه البريطاني خالد مسعود بسيارته المارة فوق جسر ويستمنستر، ليقتل 3 أشخاص ويصيب العشرات، قبل أن ترديه الشرطة قتيلا.

وتكرر الحادث في المدينة ذاتها في 3 يونيو الماضي، عندما دهست حافلة صغيرة عددا من المشاة على جسر لندن، في ليلة رعب شهدت فيها المدينة سلسلة من الهجمات الإرهابية المنسقة.

وبعد أيام، تعرضت العاصمة البريطانية لهزة أخرى، على وقع حادثة دهس استهدفت المصلين بمسجد في منطقة فينسبري بارك، وقد لقي شخص حتفه في الحادث، وأصيب 10 آخرون.