تنتظر الساحة الثقافية و الشعرية بتونس عملا "حدثا" سيصدر بداية الأسبوع القادمبالأسواق التونسية، الاعمال الشعرية الكاملة لليوبولد سيدار سنغور "الزنوجية"، و هو واحد من أعظم شعراء السنغال،عمل من ترجمة الشاعر التونسي جمال الجلاصي و من إصدار الدار التونسية للكتاب.

ويعتبر هذا الإصدار حدثا ثقافيا هاما بالنظر لأهمية النص الذي كتبه واحد من أعظم شعراء السنغال، بل هو واحد من أعظم الشعراء في العالم. وقد انتخب الشاعر سنغور أول رئيس لجمهورية السنغال بعد جلاء الاستعمار الفرنسي عن بلاده، وقدم الرئيس الشاعر أعمالا جليلة لخدمة قضايا أصحاب اللون الأسود أولئك المهمشين والمحتقرين بسبب لونهم فتمَّ تغليب الفكر والثقافة على اللون والزنوجة، واستحق بذلك جائزة نوبل في الأدب لأن أعماله ودواوينه ركزت على هذه القضايا الإنسانية لصالح الزنوج في العالم. 

و يعتبر ليوبولد سيدار سنغور ، أحد أشهر آداباء منطقة أفريقيا الغربية، و معظم أعماله كتبت باللغة الفرنسية. لكن هناك نصوصا أخرى كتبت بالعربية، أو بلغة «الولوف» المحلية. ويمكن القول أيضا إن الأدب السنغالي هو الفعالية التي تلمع وتشرق أكثر من سواها في بلاد السنغال. فهذه البلاد أنجبت بعضا من كبار الكتاب ومشاهير المثقفين، على رأسهم ليوبولد سيدار سنغور، صاحب نظرية الزَنوَجة أو الخصوصية السوداء.

في الواقع، إن شهرة سنغور تعدت حدود بلاده إلى حد كبير، ووصلت إلى العالم أجمع. وربما كان ذلك عائدا إلى أنه يكتب بلغة عالمية، هي اللغة الفرنسية. لكنه كان يعبر عن أعماق الشخصية الزنجية الأفريقية. واستخدامه للغة الفرنسية لم يكن تبعية للاستعمار، كما ظن بعضهم، إنما عبارة عن تعلق بهذه اللغة، التي أنجبت كبار الفلاسفة والأدباء والشعراء على مدار التاريخ. فالجزائري كاتب ياسين كان أيضا ضد الاستعمار، لكن هذا لم يمنعه من كتابة أعمال أدبية رائعة بلغة فولتير وفيكتور هيغو. وكان يعتبر اللغة الفرنسية بمثابة «غنيمة» أخذناها من الاستعمار!