تعتبر ليبيا ساحة معركة مفتوحة وحروب أهلية تؤججها تدخلات خارجية، تتصدرها تركيا التي لم تتوقف تحركاتها يوما عن دعم الجماعات المتطرفة في جنوب وغرب ليبيا خلال السنوات الأخيرة، وذلك لتعزيز نفوذ الجماعات المتشددة التي تدعم تيار الإسلام السياسي في ليبيا.

وتعود تقارير تدخل تركيا في الشأن الليبي إلى يناير 2013، عندما أشارت صحيفة "حرييت" التركية إلى أن السلطات اليونانية عثرت على أسلحة تركية على متن سفينة متجهة إلى ليبيا بعد توقفها في اليونان بسبب سوء الأحوال الجوية. وفي ديسمبر من ذلك العام، ذكرت الصحافة المصرية أيضًا أن إدارة الجمارك المصرية اعترضت أربع حاويات من الأسلحة قادمة من تركيا ويعتقد أنها كانت موجهة للميليشيات الليبية.

من ذلك، تعرضت حكومة أردوغان لانتقادات واتهامات وتقارير مدعومة بالأدلة أعدتها لجنة المراقبين الدوليين التابعة للأمم المتحدة فاللجنة الدولية فضحت علاقة تركيا بأطنان الأسلحة والذخائر التي تتدفق على ليبيا، في محاولة منها لقطع هذه الإمدادات من التسليح الهائل إلى البلد الذي مزقته الحرب، لا سيما أن هذه الشحنات تمثل خرقا صريحا للحظر المفروض على تصدير الأسلحة إلى ليبيا والذي سبق أن أصدره مجلس الأمن في يناير 2011.

المساعي الدولية لمراقبة الأنشطة التركية الخبيثة في ليبيا، جاءت بعد ضبط العديد من السفن التي كانت تحمل على متنها ذخائر وأسلحة من تركيا قبل وصولها للعصابات الإجرامية والميليشيات الإرهابية في طرابلس، والتي كان آخرها السفينة الليبية التي ضبطتها قوات خفر السواحل اليونانية في 10 يناير 2018، والتي تبين أنها كانت تحمل متفجرات تركية.

مؤخرا، أفاد موقع متخصص في الشؤون العسكرية أن تركيا أحدثت نقلة نوعية في الصراع الليبي بعد تزويدها حكومة الوفاق بأسلحة موجهة بالليزر في قتالها ضد قوات الجيش الليبي.

ونقل موقع "آرمي ريكوغنيشن" عن الخبير أليكساندر تيموخين إن تركيا أرسلت هذه التقنيات المتطورة لوقف تقدم الجيش الليبي الثابت في المعارك "حفتر ينتصر بالتأكيد لكن ببطء".

وأوضح الموقع، أن تركيا "أرسلت (إلى ليبيا) مستشارين ومدربين، وبدأت مؤخرا في نقل مسلحين من سوريا إلى جانب أسلحة متطورة عالية التقنية".

وأوضح تيموخين أن تركيا ومن خلال العمل مع معهد البحوث الحكومي توبيتاك طورت أشعة الليزر التجريبية من 1.25 كيلواط إلى 50 كيلواط، وبدأوا في استخدامه بنجاح بحلول عام 2015. وقد أنفقت تركيا في تلك السنة وحدها 450 مليون دولار على هذا البرنامج، حسب الموقع.

وسرعان ما تولت شركة "آسالسان هولدينغ"، كبرى شركات الدفاع التركية، برنامج أسلحة الليزر. وبحلول يوليو 2018، أعلنت أنها نجحت في اختبار أسلحة قتال موجهة بالليزر قادرة على تدمير طائرات بدون طيار من على بعد 500 متر، ومتفجرات من على بعد 200 متر.

في نفس السياق، أكد المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، أن الجيش يخوض معركة حقيقية مع تركيا على الأرض، وذكر أن تركيا تقاتل منذ عام 2014 مع الجماعات الإرهابية في بنغازي ودرنة وغيرها من المدن.

بينما أكد المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، أن النظام التركي لا يريد سوى تمكين الإخوان من الحكم في ليبيا ودعم القيادات الإرهابية، موضحًا أن العناصر الإرهابية متواجدة في تركيا، ويقوم النظام التركي بتوفير مستشفيات خاصة لعلاج جراحهم.

ويرى مراقبون أن أنقرة تسعى للتموضع في ليبيا بدلاً من سوريا ونقل جماعات مسلحة استخدمتها تركيا في نفوذها هناك لتعزيز حضورها في ليبيا خاصة بعد أن ضعفت الجبهة الداخلية لحزب أردوغان لذلك فإنها تحارب بكل الوسائل للظفر بسوق إعادة الإعمار والنفط الليبي.