دعت الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة الليبيين إلى العمل من أجل تشكيل حكومة "مستقرة وموحدة"، ورفض أي حل عسكري هناك.

وقالت هذه البلدان في بيان مشترك صادر عن الرئاسة الفرنسية، يوم الجمعة:"مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أنه لا يوجد حل عسكري في ليبيا ، ندعو جميع الليبيين للعمل بشكل بنّاء مع ممثل الأمم المتحدة ، غسان سلامه ، واغتنام هذه الفرصة الحيوية ل وضع حكومة مستقرة وموحدة تضمن أمن وازدهار جميع الليبيين ".

وبالمناسبة، كررت الدول الأربع دعمها الكامل للجهود التي يبذلها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة، وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من أجل "الحد من التوترات في ليبيا ومساعدة الشعب الليبي يمهد الطريق لانتخابات آمنة وموثوقة ".

ورحبوا بقيام الأمم المتحدة بمبادرة عقد اجتماع بين رئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، وقائد الجيش الوطني الليبي خليفةحفترر في 27 شباط / فبراير، وأضاف الدول الأربع في بيانها "إننا نرحب بإعلان البعثة الأممية التي يمكن التوصل إلى اتفاق سياسي على ضرورة إنهاء المراحل الانتقالية في ليبيا، من خلال إجراء انتخابات عامة وطرق الحفاظ على الاستقرار وتوحد مؤسساتها".

غير أن الاتفاق السياسي المعني لم يلهم الحماس في ليبيا، لأنه لا يزال غامضاً إلى حد ما وبالتالي يصعب تطبيقه. على سبيل المثال، لم يتم الإعلان عن أي جدول زمني لعقد هذه الانتخابات الرئاسية والتشريعية بعد الاجتماع الذي تم تنظيمه في دولة الإمارات العربية المتحدة والذي جمع بين فايز السراج وخليفة حفتر. ولكن ليس هذا فقط.

فعلى أرض الواقع، ظلت الحالة دون تغيير تقريبا منذ هذا الاجتماع. إذ لا تزال ليبيا ممزقة بين قوتين متنافستين، من جهة حكومة الوحدة الوطنية ناتجة عن عملية للأمم المتحدة والمعترف بها من قبل المجتمع الدولي، ومن جهة أخرى الحكومة والبرلمان الموازيان في الشرق، المدعومين من الجيش الوطني الليبي بقيادة  المشير خليفة حفتر.

لا تتوفر الشروط لتنظيم انتخابات على المدى القريب. المعطى الجديد الوحيد كانت على الأرض العسكرية: تقدم خليفة حفتر بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، بفضل حملاته العسكرية التي سمحت له بتعزيز موقعه.

ووفق تحليل الصحافة الفرنسية، فإنها تعتقد أن خليفة حفتر قد أبرم هذه الاتفاقية فقط لتوفير الوقت. سيكون هدف قائد الجيش الوطني الليبي هو إضعاف قوة طرابلس إلى أقصى حد ممكن للتفاوض في موقع قوة عندما يحين الوقت.

ووفقا للخبراء الفرنسيين فإنّ "هدف المشير مضاعف: الاستفادة سياسيا من مكاسبه الإقليمية واستراتيجيته العسكرية لإضعاف حكومة الوفاق الوطني حتى يحشرها في منطقة طرابلس، ومن ناحية أخرى، حتى يبدو للغرب ولجيران بلاده المباشرين بأنه الضمان الوحيد للاستقرار، كونه اللاعب الرئيسي ضد الإرهاب الجهادي في المنطقة".


*"بوابة إفريقيا الإخبارية" غير مسؤولة عن محتوى المواد والتقارير المترجمة